الثورة السورية تدخل عامها العاشر بلا حارسها
ما تزال أغاني الساروت حاضرة في مظاهرات السوريين
في الذكرى التاسعة لانطلاق الثورة السورية غاب صوت بلبلها، الذي زلزل عرش النظام بصوته وحنجرته التي قاتلتْ كوسيلة سلمية في صفوف الثورة.
فقدت الثورة رمزا من رموزها عبد الباسط الساروت ولم تفقدْ ساحات المظاهرات اليوم أناشيده وهتافاته التي اعتاد المتظاهرون على سماعها.
ولد الساروت في مدينة حمص عام ألف وتسعمئة واثنين وتسعين، وكان قبل الثورة كحارس “منتخب سوريا للشباب” و”نادي الكرامة”، ليلقب لاحقا بحارس الثورة.
التحق بركب الثورة منذ انطلاقها عام ألفين وأحد عشر حمل على الأكتاف وهتف للحرية والكرامة انطلاقا من ساحة الساعة المعروفة في مدينته حمص ليقود مئات المظاهرات، فسمي بلبل الثورة وحارسها
واشتهر بأغنيته “جنة جنة”
بعد حصار النظام لمدينة حمص أصبح الساروت قائدا عسكريا وشكل كتيبة شهداء البياضة قبل عملية التهجير الاولى من نوعها برعاية الأمم المتحدة ليخرج منها عام ألفين وأربعة عشر مع آلاف الثوار والمدنيين بعد حصار استمر نحو عامين إلى ريف حمص الشمالي، التهجير لم يضعفْ من عزيمته، بقي شامخا متحديا بصوته وسلاحه نظام الأسد وروسيا.
الفارس المقدام الشاب الذي نذر حياته في سبيل وطنه شارك في جميع المعارك وجبهات القتال في الصفوف الأمامية عند الاقتحامات قائدا عسكريا وعلى أكتاف المتظاهرين منشدا للثورة يبعث الحماس والأمل في أبناء بلده.
بقي عبد الباسط يقاتل النظام على جبهات ريف حماة التي غنى لها يا” حماة سامحينا ” حتى نال الشهادة على ثراها مؤمنا بأن المدن التي يدافع عنها تصبح أرضها عزيزة عليه
مسيرة نضال حافلة للساروت أكمل طريق من سبقوه في نيل الحرية طريق الشهداء من أصدقائه وإخوته الأربعة الذين قتلوا في المعارك ليترجل الفارس أخيرا متأثرا بإحدى إصاباته الاخيرة على جبهات تل ملح في ريف حماة في السادس من تموز عام ألفين وتسعة عشر
رحل عبد الباسط عن ساحات المعارك والمظاهرات بعد أن أنشد سورية ظلي واقفة بنحو أسبوع، غاب ولم يزلْ في قلوب الملايين من السوريين، الذين نادوا بالحرية والكرامة.
تستمر المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام وتحقيق مبادئ الثورة ورفاقه على دربه سائرون ينشدون أناشيده ويزرعون الأمل في قلوب الناس.
تقرير: غنى مصطفى – قراءة: عمر نور