الثورة السورية تدخل عامها العاشر
لم يكن يوم الخامس عشر من آذار عام 2011 عاماً كسابقه من الأعوام التي مرت على السوريين، ففيه انطلقت الشرارة الأولى للثورة السورية ضد نظام الأسد، كاسرةً حاجز الصمت ومتحدية كل الصعوبات تطالب بالحرية والكرامة وإسقاط النظام.
الاحتجاجات في سوريا انطلقت يوم 15 آذار بمظاهرات صغيرة في دمشق، سرعان ما امتدت إلى درعا جنوبي البلاد، ومنها إلى مدن وبلدات وقرى أخرى كثيرة.
وبدأت الثورة السورية شعبية سلمية، متمثّلةً بمن سبقها من ثورات الربيع العربي، إلا أن السلمية أجهضت بعد عدة أشهر، حيث تعمّد النظام جرها للتسليح ليكون له ذريعة بقصف الأحياء السكنية بالطائرات والغازات المحرمة دولياً، مستعيناً بإيران وروسيا ومرتزقة عدة وأعلنها حرب على السوريين.
وشكل قمع النظام للمظاهرات بداية لتشكيل الجيش الحر بهدف حماية المظاهرات والحفاظ على طابعها السلمي، كما مرّ الجيش السوريّ الحر بعدّة مراحل تنظيمية، من أبرزها في تشرين الأول 2011 عن طريق تشكيل مجلس عسكريّ مؤقت، وتعيين “رياض الأسعد” رئيساً له.
توالت الأحداث، وتحول الجيش الحر من حالة دفاعية إلى هجومية، ليشنّ هجمات واسعة على نقاط وثكنات لقوات النظام، ويسيطر على نحو 75% من ثكنات ومطارات النظام العسكرية في سوريا.
ليستعين النظام بعد ذلك بحليفه الروسي -الذي أنقذه من السقوط- والكثير من الميليشيات الإيرانية والعراقية والأجنبية، ليستعيد مساحات واسعة على حساب المعارضة، بعد أن قتل وجرح آلاف المدنيين وشرد الملايين ودمّر مناطق بأكملها، بفعل حمم طائراته ومدفعيته.
ومع دخول الثورة اليوم عامها العاشر، لا يزال السوريون يطالبون ويحاربون لنيل حقهم بالحرية وحق بلادهم بالحياة، وهم أمام جملة من التحولات السياسية والاقتصادية والميدانية والتدخلات الإقليمية والدولية، لتضاف إلى إمعان النظام إجراماً بحقهم.
إنسانياً.. تطوي الثورة السورية تسع سنوات وما زالت قوائم القتلى والمهجرين والمعتقلين تزداد دون حلول تلوح في الأفق.
فأعداد القتلى أزيد من 400 ألف بحسب منظمة “هيومان رايتس ووتش”، بينما لا يزال نحو 130 ألفاً، قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى النظام، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان.
كما أن نحو نصف الشعب السوري تحولوا خلال التسع السنوات الماضية إلى نازحين أو لاجئين توزعوا على مئات المخيمات وعشرات الدول حول العالم وعلى دول الجوار.
وعلى الرغم من ذلك، يصر الشعب السوري على نيل حريته بلا كلل أو ملل، ملخصاً مقولة عمر المختار “إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح”.
راديو الكل
تقرير: عبدو الأحمد