آثار الحرب والنزوح على العلاقات الأسرية والاجتماعية
ليست شظايا القصف وحدها من تترك ندبة على جسد صاحبها لتذكره بالحرب طيلة عمره، بل للحرب جروح وندبات نفسية أعراضها أشد قساوة وأطول أمداً، وهذا ما يعانيه معظم أهالي محافظة إدلب، إذ كثرت الخلافات العائلية بينهم ولم يعد أحدهم قادراً على استيعاب الآخر.
وتقول نجوى نازحة من ريف إدلب الجنوبي لراديو الكل، إنّ الخلافات الأسرية ازدادت في ظل الحرب والنزوح والضغوط النفسية من جهة، واختلاف وجهات النظر والآراء بين أفراد العائلة من جهة أخرى.
وتؤكد منى نازحة أيضاً، أنّ الحرب ليست وحدها من أثر على عائلتها، بل هناك عوامل أخرى أهمها الوضع المادي والمعيشي السيء، علاوةً على وجود الخلافات بينهم وعدم الاتفاق على أبسط الأمور.
من جانبه، يبين أبو قاسم نازح من ريف إدلب الشرقي، أنّ النزوح أدى إلى التفكك الأسري، إذ انتقل كل فرد من العائلة للعيش في مكان أو منطقة مختلفة عن بقية عائلته، ومنهم من سافر وترك أسرته بالكامل.
بدوره، يوضح محمد طبيب مختص بالصحة النفسية لراديو الكل، إنّ مشاعر العجز والغضب الناتجة عن النزوح والحرب تولد إجهاد نفسي لدى الأفراد، غالباً ما يعبرون عنه بسلوك عنيف تجاه الأشخاص الذين يحيطون بهم، ما ينعكس سلباً على العلاقات الأسرية وبالتالي العلاقات الاجتماعية عموماً.
وتسبب قصف النظام وروسيا على إدلب بمشاكل لا ينتهي أثرها بسنوات، كالفقر والجهل والأمراض النفسية والخوف وغيرها من المشكلات التي تحتاج الى جهود كبيرة للتخفيف من آثارها.