ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
خلافات حلفاء الثورة السورية وخلافات فصائل الثورة كانت أكثر قسوة وإيلاماً من عنف النظام وحلفائه كما يقول سام منسى في “الشرق الأوسط”، وفي “الصنداي تلغراف” كتب تشارلز ليستر مقالاً تحت عنوان: “لماذا لا يمكن لأردوغان التراجع عن الصدام مع الأسد وروسيا”، وفي “القدس العربي” كتب زياد ماجد مقالاً تحت عنوان “ماذا نكتب عن إدلب؟”
في “الصنداي تلغراف” كتب تشارلز ليستر تحت عنوان: “صنداي تلغراف: لماذا لا يمكن لأردوغان التراجع عن الصدام مع الأسد وروسيا”، إنّ الأسوأ بالنسبة لتركيا هو الهزيمة في إدلب، لأنّها ستؤدي إلى أضرار عسكرية تلحق بجيشها في مناطق أخرى شمالي سوريا ولايمكن إصلاحها حيث يُنظر إلى هذه المناطق في تركيا على أنها حزام أمني في مواجهة التهديدات الإرهابية المزعومة من جانب الجماعات الكردية المسلحة”.
ويوضح ليستر أنّه “لهذا السبب كانت تركيا وزعماؤها السياسيون مهتمين بالتدخل شمالي سوريا ووقف تقدم قوات النظام، وقد نقلت تركيا حتى الآن قوات عسكرية داخل إدلب وحولها، أكثر مما تمتلك الولايات المتحدة من قوات في سوريا كلها”.
ويضيف “وبهذه الحشود العسكرية أصبح لدى أكبر جيوش حلف شمال الأطلسي (الناتو) المقدرة على فرض الواقع وإلحاق خسائر فادحة بقوات النظام، وإجبار اللاعبين الفاعلين في الساحة على الإلتزام بخط وقف إطلاق النار على أقل تقدير”.
وفي “الشرق الأوسط” كتب سام منسى تحت عنوان: “إدلب ضحية انعدام السياسة” التطورات المأساوية في إدلب تكذب مجدداً ادعاءات الرئيس بشار الأسد بأن الحرب قاربت نهايتها مع سيطرته على 90 في المائة من الأراضي السورية، وما من دليل أكبر على تهافت هذا الادعاء سوى حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، قتلاً وجوعاً وتعذيباً وتشرداً مع موجة النازحين الجديدة الذين انسلخوا عن أرضهم وبلغ عددهم نحو تسعمائة ألف سوري، والعدد إلى ارتفاع بحسب التوقعات، هذه المأساة تذكر بحقيقة مؤلمة تجلت منذ بداية الحرب السورية عنوانها الرئيسي هو اللامبالاة الدولية والإقليمية إزاءها.
مأساة الشعب السوري أنه ضحية انعدام السياسة بكل معانيها من الأطراف كافة، لا سيما الأميركي والروسي، أما خلافات حلفاء الثورة وخلافات فصائل الثورة السورية كانت أكثر قسوة وإيلاماً من عنف النظام وحلفائه.
وفي “القدس العربي” كتب زياد ماجد تحت عنوان “ماذا نكتب عن إدلب؟” ترانا نكتب، ربما لسببين أو ثلاثة، مسحاً لعار شخصي، أو بالأحرى تأكيداً له، عار العجز عن فعل شيء آخر غير المثابرة على التحديق في فجيعة نلملم بعد كلٍّ من حلقاتها أنفسنا، فنغسل عيوننا من أشلاء ضحاياها، لنكمل أيامنا ونطوي إلى حين غضبنا وقهرنا وحقدنا.
ونكتب كي لا تكون حصانة المجرمين المعروفين بلا شهود، بلا مسائلين لها وللصامتين عليها أو المتواطئين معها، ففي كراهية هؤلاء واحتقارهم ما يعيننا على الأرجح على الاستمرار..
في أواخر العام 2012، وبعد معركة تحرير مدرسة المشاة في حلب من عصابات النظام الأسدي، قال قائد المعركة الظافرة العقيد الشهيد يوسف الجادر أبو فرات إنّه حزين، حزين على القتلى من الطرفين وعلى الدبابات المحروقة والعتاد المدمّر، وأردف تساؤلاً بدا ساذجاً، لكنه كان في الواقع التلخيص الأبلغ والأصدق للمأساة السورية يومها: “بتتمسّك بالكرسي يا إبن الحرام؟ بتتمسّك بالكرسي، ليش؟”.
ليس ما يجري منذ ذلك التساؤل وحتى الآن أكثر تعقيداً من الجواب المباشر عنه، رغم تضاعف الأهوال وتزايد الأوغاد ورقصهم فوق القبور.
عواصم ـ راديو الكل