ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
من إدلب يبدأ مفترق الطرق إما إلى التسوية السياسية والسلام، وإما إلى الصدام واتساع رقعة الصراع كما يقول ابراهيم نوار في “القدس العربي”، ومن جانبها نشرت صحيفة “إندبندنت” مقالاً تحت عنوان “ملايين من اللاجئين اليائسين الذين يعانون في تركيا، ما زالوا يصبون للعبور إلى أوروبا”، وفي “الشرق الأوسط” كتب عبد الرحمن الراشد مقالاً تحت عنوان: “سنقصف سوريا حتى آخر جندي إيراني”.
في “القدس العربي” كتب إبراهيم نوار تحت عنوان: “إدلب.. حان وقت الاختيارات الصعبة واحتمالات الصدام” إدلب هي الآن عقدة الصراع على سوريا؛ ففيها تلتقي أطراف وتتصادم أخرى، ومنها يبدأ مفترق الطرق؛ إما إلى التسوية السياسية والسلام، وإما إلى الصدام واتساع رقعة الصراع، وقد وصل الصراع في إدلب إلى مرحلة حاسمة، بعد تقدم قوات النظام إلى مواقع تبعد عن عاصمة المحافظة بنحو 15 كيلومتراً تقريباً.
وبين احتمالات الصدام، واختيارات التسوية والسلام تعيش إدلب على عتبات مأساة كبرى، لن تستطيع تجنبها إلا إذا نجحت الدبلوماسية الروسية في التوصل إلى تسوية مع تركيا، وقد تأتي هذه التسوية على أساس صيغة تضمن لكل من سوريا بعض المكاسب التي حققتها، وتضمن لتركيا بعض المطالب التي تنادي بها، على سبيل المثال قد تلوح في الأفق قبل نهاية الشهر الحالي فرصة تمنح سوريا حقوق التحكم في الطريقين الرئيسيين المتجهين من حلب إلى كل من دمشق واللاذقية، كما تمنح تركيا انسحاباً لقوات النظام من بعض أو كل المواقع التي تجاوزتها أمام نقاط المراقبة العسكرية التركية في إدلب.
ومن جانبه كتب مراسل “إندبندنت” في مدينة إزمير التركية، بورزو دراغاي، تحت عنوان: “ملايين من اللاجئين اليائسين الذين يعانون في تركيا، ما زالوا يصبون للعبور إلى أوروبا”، اللاجئون مستعدون للمخاطرة بحياتهم للهجرة إلى أوروبا، ولذا باتوا لقمة سائغة بالنسبة للمهربين الباحثين عن الربح بأي طريقة.
ويورد “دراغاي” في مقاله مثالاً عن عائلة سورية مكونة من خمسة أفراد، يقول إنّها “حاولت عشر مرات عبور الحدود من تركيا إلى أوروبا”، ويشير إلى أنّ هذه العائلة جربت الحدود البرية واجتياز الغابات للوصول إلى بلغاريا، كما حاولت الوصول إلى اليونان عن طريق البحر”.
ويضيف أنّ العائلة على مدى خمس سنوات من إقامتها في تركيا، “دفعت الآلاف وربما عشرات الآلاف من الدولارات للمهربين، وكانت ضحية لعمليات احتيال، فقد قام بعض المهربين بأخذ المال دون تقديم أي مساعدة”.
وفي “الشرق الأوسط” كتب عبد الرحمن الراشد تحت عنوان: “سنقصف سوريا حتى آخر جندي إيراني” إن داومت إسرائيل على قصف المواقع الإيرانية في سوريا كما تفعل، فإنّ إيران ستغادر وينتهي بذلك شبه الاحتلال للدولة الضعيفة المدمرة، فالقوات الإيرانية وميليشياتها لا ترد على الهجمات الإسرائيلية الموجعة، ولم يبدِ الروس، الشريك الأول، بدورهم اعتراضا، إلا تصاريح إعلامية عبروا فيها عن عدم رضاهم، قائلين إنّه تصعيد خطير من جانب إسرائيل ضد المدنيين في دمشق ومحيطها، وإنّ هجماتها كادت تتسبب في إسقاط طائرة مدنية إيرانية.
ولا يمكن فصل التصعيد الإسرائيلي الملحوظ عن الهجمات الأميركية في سوريا، وإعادة تسليح بعض فصائل المقاومة السورية، وتزويدها بصواريخ كانت وراء إسقاط طائرتي هليكوبتر للنظام.
وبالنسبة للنظام وروسيا فإنّ دور إيران انتهى، فقد موّلت الحرب وقاتلت حتى حمت النظام من الانهيار التام، والآن أصبحت إيران عبئاً على حليفيها، والفارق بين وجود روسيا وإيران في سوريا، أنّ الأولى تريد دمشق ضمن منظومتها في المنطقة، أما إيران فلها أهداف أوسع في سوريا؛ تريد أن تجعلها مثل لبنان، دولة تابعة ومنصة عسكرية في مواجهة إسرائيل، وتستخدم سوريا لتأمين وجودها في العراق، ضمن صراع النفوذ الإقليمي.
إن تم إخراج إيران من سوريا فسيكون أهم إنجاز سياسي وعسكري، حيث سيضعف نفوذها سريعاً في كل من العراق ولبنان، لهذا الهدف استراتيجي، والمهمة لن تكون سهلة.
عواصم ـ راديو الكل