ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
تأمل أنقرة في أن يتم اعتماد النسخة النهائية للاتفاقية بشأن منطقة إدلب بعد زيارة الوفد التركي إلى موسكو اليوم كما يقول وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لصحيفة “إزفستيا” الروسية، ومن جانبها نشرت صحيفة “صباح” التركية مقالا تحت عنوان: “نظام الأسد أصبح التهديد الرئيسي لتركيا”، وفي “الشرق الأوسط” كتب غسان شربل مقالاً تحت عنوان: “بوتين هو الحل… بوتين هو المشكلة؟”
نقلتْ صحيفةُ “إزفستيا” الروسيةُ عن وزيرِ الخارجيةِ التركيِ مولود تشاووش أوغلو، قولَه إنَّ أنقرة تأملُ في أن يتمَ اعتمادُ النسخةِ النهائيةِ للاتفاقيةِ بشأنِ منطقةِ إدلبَ بعد زيارةِ الوفدِ التركيِ إلى موسكو في السابع عشر من فبراير.
وجاءتْ تصريحاتُ الوزيرِ التركيِ على هامشِ مؤتمرِ الأمنِ المنعقدِ حالياً في ميونخ بألمانيا.
كما نقلتِ الصحيفةُ عن نائبِ وزيرِ الخارجيةِ الروسية، ميخائيل بوغدانوف، قولَه إنَّ موسكو تعلقُ آمالاً كبيرةً على الجولةِ الثانيةِ من المحادثاتِ مع الوفدِ التركيِ في السابعَ عشرَ من فبراير مشيراً إلى أنَّ من “ينتظرُ يومَ الاثنينِ لحلِ المشكلةِ ليسَ فقط الأتراك، بل يمكنُ توسيعُ هذه الصيغةِ لتشملَ جميعَ المشاركينَ في مؤتمرِ ميونيخ”.
من جانبها وصفتْ صحيفةُ “صباح” التركية، نظامَ بشارِ الأسدِ بالتهديدِ الرئيسيِ للأمنِ القوميِ التركيِ مشيرةً إلى أنَّ تركيا بدأتْ تغيرُ استراتيجيتَها في التعاملِ مع الأزمةِ السورية، من التركيزِ على البعدِ الإنساني واستضافةِ اللاجئينَ إلى تأمينِ حدودِها.
وأضافتْ أنَّ تركيا دفعتْ ثمنَ تضامنِها مع الشعبِ السوري، وتحولتْ إلى كبشِ فداء، وأصبحَ الرئيسُ رجب طيب أردوغان، الذي كانَ رئيسًا للوزراءِ خلالَ السنواتِ الثلاثِ الأولى من الحربِ الأهليةِ السورية، الهدفَ الرئيسيَ للقوى العالميةِ واللاعبينَ الإقليميين، بعد رفضِه تغييرَ السياسةِ الإنسانيةِ التركيةِ تجاهَ سوريا.
وخلصتِ الصحيفةُ إلى أنَّ تركيا لن تترددَ في التصرفِ بمفردِها في إدلبَ، إذا استمرَ نظامُ الأسدِ في انتهاكِ الاتفاقياتِ المستمرة، وسوفَ تحمي مصالحَها والمدنيينَ السوريين والجنودَ الأتراك، رغمَ أنَّ بعضَ الدولِ ومن بينَها قوى عظمى تقفُ ضدَها.
وفي “الشرقِ الأوسط” كتبَ غسان شربل تحتَ عنوان: “بوتين هو الحل… بوتين هو المشكلة؟” يشعرُ الحكامُ الأوروبيونَ أنَّ أسلافَهم أخطأوا في قراءةِ شخصيةِ بوتين الذي أطلَّ على المشهدِ الروسي والدولي في بدايةِ القرنِ الحالي، اعتقدوا أنَّ الرجلَ سينشغلُ بمنعِ تفككِ الاتحادِ الروسيِ نفسِه، ثم سينطلقُ في مشروعٍ للتحديثِ مقتفياً خطى الدولِ الأوروبية.
بعد قليلٍ من التدخلِ العسكري الروسي في سوريا سادَ اعتقادٌ لدى جهاتٍ كثيرةٍ أنَّ بوتين الذي أنقذَ النظامَ سيدفعُه في المقابلِ إلى القَبولِ بقدرٍ من عمليةٍ سياسية، تؤدي إلى نوعٍ من إشراكِ المعارضةِ المعتدلةِ في صياغةِ دستورٍ جديد، خصوصاً بعد تراجعِ المطالبةِ بإزاحةِ الأسد بفعلِ موازينِ القوى الجديدةِ على الأرضِ، وثمَّةَ من اعتقدَ أنَّ بوتين سيسعى إلى تقليصٍ تدريجي للنفوذِ الإيرانيِ في سوريا، لإقناعِ أهلِ المنطقةِ والدولِ الكبرى أنَّ سوريا الروسية هي البديلُ لسوريا الإيرانية.
وقال الكاتبُ إنَّ روسيا تضمرُ غيرَ ما تُظهر ولا سيما في علاقاتِها مع تركيا، ولعلَ لافروف أجادَ اختصارَ المسألةِ حين قالَ في ميونيخ: روسيا وتركيا وإيران ليست لها أهدافٌ واحدةٌ في سوريا.
عواصم – راديو الكل