ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
النظام اختار اللحظة المناسبة للهجوم في إدلب، حيث كانت تركيا مشغولة بالوضع الليبي كما يقول خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مرداسوف لصحيفة “آر بي كا”، وفي صحيفة “العرب” كتب ماجد كيالي مقالاً تحت عنوان: “التجاذب بين موسكو وأنقرة في سوريا”، وفي “القدس العربي” كتب فيصل قاسم مقالاً تحت عنوان: “كما تكونوا يوّلى عليكم أم كما يوّلى عليكم تكونوا؟”
في صحيفة “العرب” كتب ماجد كيالي تحت عنوان: “التجاذب بين موسكو وأنقرة في سوريا”، يؤكد التجاذب التركي ـ الروسي، الحاصل مؤخّراً حول منطقة إدلب، أن لا شيء مستبعداً في الصراع السوري، وضمن ذلك الصراع الدولي والإقليمي على سوريا، لجهة تغيّر تموضع اللاعبين أو تبدّل أدوارهم، أو اختلاف أجنداتهم، والذي قد ينذر في حال تصاعده بتفكيك تحالف أستانة الثلاثي، الذي نشأ مطلع العام 2017، أي قبل ثلاثة أعوام.
وفي الحقيقة فإنّ التحالف الثلاثي المذكور كان واحداً من أهم غرائب ذلك الصراع وتداخلاته وتداعياته المفاجئة، الذي ضم تركيا، التي تعتبر حليفاً أو مسانداً للمعارضة السورية، من جهة، وكلاً من روسيا وإيران، حليفتي أو شريكتي النظام السوري في مساعيه للحفاظ على السلطة بالقوة، من الجهة الأخرى، ويأتي في هذا الإطار ابتعاد أجندة تركيا عن أجندة الولايات المتحدة، ورعايتها لقوات “قسد”، التابعة لحزب بي.واي.دي (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) رغم علمها أنّ ذلك سيكون على حساب علاقاتها مع تركيا.
الآن، هل نحن إزاء حقبة جديدة في الصراع السوري؟ أو هل أنّ تلك الحقبة ستؤذن بغروب الصراع العسكري في سوريا، والحث على فرض حلول جديدة؟ أم العكس؟
وفي “القدس العربي” كتب فيصل قاسم تحت عنوان: “كما تكونوا يوّلى عليكم أم كما يوّلى عليكم تكونوا؟” النظام الفاسد يصنع مجتمعاً فاسداً يناسبه، والنظام الصالح ينتج نظاماً صالحاً يناسبه، وحتى لو كان هناك مجتمع يميل إلى الخير أكثر من الشر والفساد، فغالباً ما يلجأ النظام الفاسد إلى إفساد المجتمع والشعب كي يستطيع العيش فيه ومعه، وهذا ما حصل في سوريا على سبيل المثال لا الحصر، فقد اتبع النظام الأسدي منذ وصوله إلى السلطة سياسة «إفساد من لم يفسد بعد» كما سمّاها المفكر الراحل الطيب تيزيني.
في صحيفة “آر بي كا” كتب الكسندر أتاسونتسيف مقالاً تحت عنوان إدلب: معارك على جوانب الطرقات نقل فيه عن خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مرداسوف، إنّ النظام سوف تسيطر على الطريقين (M4 وM5 ) في نهاية المطاف، لكن تركيا ستعزز وجودها على مسافة منهما، وهذا هو السيناريو المحتمل حالياً.
وأضاف أنّ النظام اختار اللحظة المناسبة للهجوم، حيث كانت تركيا مشغولة بنقل القوات إلى ليبيا، وأضاف: “تأمل أنقرة في أن تتمكن من الاتفاق مع موسكو، وتلعب على احتمال خلاف (موسكو) مع النظام. ولكن لو أرادت تركيا الاحتفاظ بهذه المناطق، لكان عليها أن تتصرف منذ فترة طويلة، وليس في وقت متأخر جداً، فجميع ديناميات الصراع في الأشهر الأخيرة تشير إلى أنّ هذين الطريقين سيخضعان لسيطرة قوات الأسد”.
وفي رأي مرداسوف، تراهن موسكو على أن لا يتحول الوضع إلى صراع واسع النطاق: روسيا وتركيا تتعاونان على مسارات مختلفة، ويجب أن لا يسمح هذا التعاون للصراع في إدلب بالقضاء على “صيغة أستانا” للمفاوضات وزرع شقاق بين البلدين، ومع ذلك، فالوضع لا يزال متوتراً، لأنّ قوات النظام تتوغل إلى ما بعد الطريق، وعلى وجه الخصوص، بالقرب من سراقب، وهذا يدل، كما يرى مارداسوف، على أنّه لا “خطوط حمراء” عملياً.
عواصم ـ راديو الكل