هل يبدأ النظام بالعد العكسي لانسحابه إلى خلف النقاط التركية؟
فتحت حادثة قتل قوات النظام جنودا اتراك ، في سراقب قبل يومين ، مرحلة جديدة ، في تطورات الأوضاع في الشمال ، بحسب الرؤية التركية ، والباب على مصراعيه أمام احتمالات متعددة لطريقة رد انقرة ، كما تؤكد تقارير غربية ، حيث تدخل في اطار هذا المجال العلاقة مع الروس التي تمر الآن بامتحان خطير .
ولعل من أبرز ما استجد بخصوص الأوضاع في الشمال ، الانذار التركي للنظام بسحب قواته الى مابعد نقاط المراقبة التي اقامتها بموجب اتفاقات سوتشي واستانة مع روسيا التي تبلغ رئيسها ، التهديد التركي هاتفيا ، بعد زيارة قام بها الرئيس اردوغان الى اوكرانيا واطلاقه تحيه خاصة لجيشها الذي يقاتل متمردين تدعمهم روسيا ، ماعد توبيخا للرئيس بوتين بحسب وسائل اعلام .
ورأى الكاتب والصحفي هشام جوناي أن تركيا ستقوم بعملية عسكرية ، ان لم يتسجيب النظام للإنذار التركي ، ولا سيما أن البرلمان التركي فوض الحكومة بالقيام بذلك ، مشيرا إلى أن تصعيد النظام ليس في مصلحة النظام والميليشيات الإيرانية
وقال هشام جوناي إن الرأي العام التركي سيضغط على الحكومة للدفاع عن نقاط المراقبة والحدود واي خسارة جديدة ستدفع باتجاه عملية عسكرية
ورأى هشام جوناي إنه لا يمكن الحديث الآن عن اتفاق أضنة الذي اقيم في وقت السلم ، في حين ان النقاط التركية موجودة في سوريا بموجب اتفاقات سوتشي واستانة
ورأى الكاتب والصحفي سامر العاني أن تهديد الرئيس التركية بعملية عسكرية اذا لم تنسحب قوات النظام ، جدي ، وسبق ذلك اجراءات على الأرض ولا سيما في فتح معارك في ريف حلب
وقال سامر العناني ان اتفاقية اضنة تعلقت بجانبين الأول انهاء ترسيم الحدود ، والسماح للجيش التركي بالدخول الى الأراضي السوري بعملق 5 كيلو متر ، إلا ان الامر في ادلب مختلف ، فهو يخضع لاتفاق استانة وسوتشي
ورأى المحلل السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي ان تركيا تريد تثبيت الاتفاقيات التي توصلت اليها مع روسيا في اطار استانة وسوتشي
وقال ملاحفجي إن تركيا حاولت الضغط على روسيا ، من خلال زيارة الرئيس التركي الى اوكرانيا ، وايضا اللقاءات التي عقدت بين مسؤولين اتراك وامريكيين تبعه اعلان دعم امريكي لموقف تركيا ..
الجانب الروسي حاول التهدئة وامتصاص غضب تركيا بعد مقتل جنودها ، في وقت حمّلت فيه موسكو أنقرة مسؤولية مقتل جنودها لأنها كشفت عن مكان وجودهم . إلا أن الغاء تركيا الدوريات المشتركة مع القوات الروسية في سوريا ، عدته موسكو أمر لا يدعو للراحة . وامتحان خطير لقوة الاتفاقيات القائمة بين الروس والأتراك .
الاحتقان السياسي بين القوى غير السورية الفاعلة في تلك المنطقة ، والذي يسير على بعد خطوات من مئات الآلاف النازحين ، وان كان النظام ومن خلفه ايران وروسيا قد ادخله في اطار التطورات الميدانية ، قد يجد هذا الاحتقان تنفيسا له ، على الأرض ، ربما أدارته روسيا لكي يصل حتى مدينة سراقب عقدة الطرق الدولية ، بحيث يعكس عقدة حل على اساس تفاهمات جديدة أو تثبيت ما توصلت اليه تركيا وروسيا في سوتشي واستانة .
راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام