هل هناك تفاهمات دولية إزاء ما يحدث في ادلب ؟

القتلُ في إدلب مستمرٌ، في حضرةِ المجتمع الدولي، ونحوَ ثلاثةِ ملايين سوريٍ هجّرهم الروسُ والنظامُ من مختلفِ المناطق، بعدَ أن خفّضت استانة التصعيدَ فيها ، لا يجدون مكاناً آخرَ ينزحون إليه ، ولا أيادٍ دوليةً واقليميةً لانقاذهم ، وأكثرَ ما فعلته أنْ خطتْ بياناتِ إدانةٍ وقلق، وتوعدتْ بعقوباتٍ ناعمة،  لا تساوي ثمنَ الحبرِ الذي كُتِبتْ به بنظرِ أسطولِ روسيا الجوي، الذي يملك خبرةً واسعةً في تدميرِ المدن ، كخبرةِ سياسييِها ، في المناورةِ وخلطِ الأوراقِ والتلفيق .  

إدلب لا تزال في عين العاصفة ، ولا يُسمع فيها سوى أصواتُ استغاثاتِ النازحين ، وأصواتُ الانفجاراتِ في حربٍ حددَ الروس أولى قواعدِ الاشتباك فيها ، الأرضُ المحروقة ، وثانيها قضمُ ما احرقوه ، وثالثها تهجيرُ السكان ، أو قتلهم .. اما فصائلُ المعارضة فلا قاعدةَ اشتباكٍ لديها سوى الثبات .

واجتازت قوات النظام وميليشيا ايران الطريق الدولي وبدأت بحصار مدينة معرة النعمان . تحت غطاء حربي من طيران روسيا ، و سياسي من وزير خارجيتها الذي قال أن لا رحمة مع من اسماهم بالارهابيين الذين يحتجزون نحو اربعة ملايين نسمة دروعا بشرية ..

الناشط السياسي عبد الكريم العمر قال إن عدد النازحين الآن تجاوز الأربعمئة الف شخص مشيرا إلى أن المعابر التي أقامها الروس لم تسجل عبور أي سوري باتجاه مناطق النظام . 

ورأى عبد الكريم العمر ، أن هناك تفاهمات دولية ازاء ما يحدث في ادلب ، مشيرا الى انه من غير المعروف حدود هذه التفاهمات ..

وفي المواقف الدولية فإن أبعد ما ذهبت اليه حتى الآن هو إدانة وردت مؤخرا على لسان الخارجية الأمريكية ، التي توعدت للمرة الثانية خلال اسبوعين بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية ، في حين تواصل الأمم المتحدة التعبير عن قلقها ازاء اوضاع النازحين . 

ورأى المحلل السياسي حسن النيفي أن العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية غير مجدية الا انها قد تعطي الضوء الاخضر لتركيا لتقديم اسلحة للفصائل ..

وقال النيفي إن مايجري على الأرض يعكس خلافات روسية تركية 

وأضاف النيفي أن الروس يصرون على سيطرة النظام على جميع الأراضي السورية ، والنظام بدوره يسعى الى تغيير ديمغرافي في المنطقة انسجاما مع طرحه مسألة التجانس التي يقول بها ..

وخلال الأسبوع الأخير ادت الحرب التي تشنها ثلاث جيوش نظامية على ادلب ،من بينها جيش روسيا الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ، عشرات القتلى ، ومئات الجرحى ، وثلاثون الف نازح ، في حين نزح خلال الشهرين الأخيرين بحسب الأمم  المتحدة ثمانون الفا .

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى