“الأرض المحروقة” سياسة النظام للتقدم في ريف إدلب وحلب
لا شيء يوحي بأن هدير الطائرات وأزيز المجنزرات ورائحة الموت والدمار ستتوقف عند حد على طول الطريق الدولي حلب دمشق حيث تشن قوات النظام وروسيا وميليشيات إيرانية حربا هوجاء على فصائل المعارضة التي تقف وحيدة بلا دعم أمام هذا الواقع المجهول المآلات.
فعلى جانبي هذا الطريق الذي يوصف بأنه عصب حياة الشمال السوري تتوزع مئات القرى والبلدات التي تضم ألوفا من المدنيين، حيث لم تعر الطائرات والمدفعية أي اهتمام لهم، بل على العكس قصفتهم بشكل مباشر حيث قتلت العشرات وهجرت الباقين وحولت المنطقة إلى أكوام من الركام.
فمن جنوبي معرة النعمان كبرى مدن الجنوب الإدلبي إلى ريف حلب الجنوبي والغربي يشعل النظام وميليشياته هذه الكيلومترات تحديدا من الجانب الشرقي للطريق الدولي حيث الطبيعة السهلية التي تناسب مع سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها.
ففي الساعات الماضية تمكن النظام من عزل معرة النعمان عن سراقب شمالا قادما من الشرق حيث سيطر على معصران وبابيلا والدانا ومعرشورين والزعلانة وقصف بينين وحاس وكفروما ومعردبسة والحامدية وشنان وخان السبل محاولا تطويق المدينة وربما تطبيق سيناريو مشابه لما حصل لخان شيخون وريف حماة الشمالي في آب الماضي.
أما في ريف حلب تقول فصائل المعارضة إنها تمكنت من صد أربع محاولات تقدم للنظام والميليشيات الإيرانية على جبهات ريف حلب الغربي خلال الساعات الماضية، ودمرت عدة آليات كما قتلت وجرحت العشرات من العناصر المهاجمة التي تواصل حشد قواتها في المنطقة.
وأمام هذا الواقع يقول مؤسس الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد لراديو الكل، إن المعارضة مهددة بخسارة كل مناطقها في الشمال المحرر أمام حجم الترسانة العسكرية الضخمة التي يستخدمها النظام والروس، ويشير إلى أنه لا تكافؤ في المعركة الحالية.
هذا المشهد يضع المعارضة ومعها نحو أربعة ملايين مدني أمام خيارات مجهولة ربما لا تحمد عقباها أو أنه من الصعب التنبؤ بمصيرها لكن الواضح الآن أن آلة القتل والتغلغل التي يتبعها النظام والروس مستمرة في آخر قلاع المعارضة السورية.
الشمال المحرر – راديو الكل
تقرير: عبدو الأحمد