النظام يستنفر أجهزته الأمنية لمواجهة احتمال اتساع الاحتجاجات الشعبية

استنفر النظام أجهزته الأمنية، ومؤسساته، لمواجهة احتمالات تصاعد الاحتجاجات الشعبية على الأوضاع المعيشية، التي انطلقت من السويداء قبل عدة أيام، وتحسباً لامتدادها لتشمل مناطق أخرى، في حين حشد من أجل تسليط الضوء على الدفاع عن الليرة التي شهدت انهياراً غير مسبوق.

أكدت مصادر محلية في العاصمة دمشق وريفها لراديو الكل أنّ تعليمات صدرت إلى فرق حزب البعث بشكل خاص، لمراقبة الجوامع والتجمعات ومن بينها طوابير الناس التي تقف من أجل الحصول على الغاز أو المازوت، تحسباً لامتداد المظاهرات الغاضبة احتجاجاً على الوضع المعيشي السيئ، من السويداء إلى العاصمة وريفها.

وأوضحت المصادر أنّ انتشار عناصر البعث تركز في الأماكن التي سبق وشهدت حراكاً ثورياً كحي الميدان في العاصمة دمشق ومدن القلمون بالريف الشمالي للعاصمة

وقال حسام البيروتي الناطق باسم مركز الغوطة الإعلامي أنّ هناك تشديداً أمنياً كبيراً في دمشق وريفها، ولا سيما في المناطق التي شهدت حراكاً ثورياً، وأعاد النظام السيطرة عليها.

وتواصلت الاحتجاجات في مدينة السويداء لليوم السادس تحت شعار بدنا نعيش، وتجمعوا اليوم الاثنين أمام مبنى المحافظة وهتفوا: بدنا نعيش بدنا نعيش، ولا سياسة ولا تسييس بحسب ما أوردته شبكة السويداء 24.

وشهدت الليرة في الأسابيع القليلة الماضية انخفاضاً قياسياً، وبات الدولار في السوق السوداء يعادل أكثر من 1200 ليرة لأول مرة في تاريخها، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي عند 434 ليرة، وترافق ذلك مع ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية، مع انخفاض درجات الحرارة لتلامس الصفر في ظل انعدام وسائل التدفئة من كهرباء ومازوت وغاز. 

ورد النظام على استمرار تدهور الليرة السورية بإجراءات أمنية من خلال مرسومين أصدرهما بشار الأسد يحملان المسؤولية بالدرجة الأولى لمن يتداول غير العملة السورية، وبتهديد وملاحقة وسجن الذين يتحدثون عن انخفاض سعر صرف الليرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نافياً في الوقت نفسه أن يكون سعر صرف الليرة المنهار هو حقيقي، مشيراً إلى أنّه يتأثر بصفحات تدار من الخارج. 

وتحدثت أنباء عن عقد اجتماعات لرؤساء فروع أجهزة الأمن، لضبط الوضع الأمني المتدهور ولا سيما في محافظتي درعا، والسويداء عقب خروج سكانها في مظاهرات مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية مع انهيار الليرة السورية.

وأضافت أنّ رئيس شعبة الأمن العسكري كفاح ملحم استدعى كلًا من العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري في محافظتي درعا والسويداء والمقدم علي الظاهر التابع للسرية 215 أمن عسكري، بالإضافة للمدعو وسيم العمر المسالمة وعماد أبو زريق، إلى مقر الشعبة في كفرسوسة بدمشق، حيث عقد اجتماعاً سرياً، ناقشوا خلاله الأوضاع الأمنية المتدهورة في درعا والسويداء.

وفي محاولة لامتصاص غضب الأهالي اجتمع محافظ السويداء عامر العشي مع فعاليات حزبية وبين محافظ السويداء ووعدهم بأنّ هناك تحسن في مادتي الغاز والمازوت خلال اليومين القادمين.

وفي حماة تحدثت أنباء صحفية عن استدعاء أفرع النظام الأمنية عدداً من الصاغة والعاملين في مجال الصرافة بهدف التحذير من أي تهرب من تنفيذ مرسومي بشار الأسد رقم 3 و4. وعكس تشديد العقوبات بحق كلّ من يتعامل بغير الليرة السورية، بحسب ما جاء في المرسومين، حجم الأزمة المالية العميقة، بعد انهيار غير مسبوق في قيمة العملة المحلية خلال الأسابيع الأخيرة مع انغلاق جميع نوافذ التمويل أمام النظام في ظل العقوبات الاقتصادية الغربية والأزمة المالية في لبنان وانقطاع الدعم من طهران المنشغلة بأزمتها الاقتصادية الخانقة.

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى