ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
رغم ثقة مسؤولين أمريكيين بارزين في أنّ الإيرانيين سيردون الضربة دون شك، لكنّهم لا يعلمون مدى سرعة وغضب ذلك الرد كما تقول صحيفة “نيويورك تايمز”، وفي مجلة “ناشيونال إنترست” كتب نائب وزير الدفاع الأميركي الأسبق دوف زاخيم مقالاً تحت عنوان: “سليماني وليست أميركا كان يمسك بزمام الأمور في العراق”، وفي “العربي الجديد” كتب غازي دحمان مقالاً تحت عنوان: “قبل الاغتيال وبعده.. إيرانياً”.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً تحت عنوان: “لا انسحاب أمريكياً من الشرق الأوسط بعد الآن واغتيال سليماني سيقود لحرب أكبر”، إنّ الحسابات هنا واضحة: إذ كان يتوجّب على واشنطن أن تُعيد ترسيخ فكرة الردع، وأن تُثبِت للقيادة الإيرانية أنّ إطلاق الصواريخ على السفن في الخليج والمنشآت النفطية في السعودية -إلى جانب الهجوم الذي كلّف مقاولاً أمريكياً حياته داخل العراق- لن يمضي دون رد.
ورغم ثقة مسؤولين أمريكيين بارزين في أنّ الإيرانيين سيردون الضربة دون شك، لكنّهم لا يعلمون مدى سرعة وغضب ذلك الرد.
وبالنسبة لرئيسٍ أكّد على عزمه الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط؛ فإنّ القصف الذي قتل اللواء قاسم سليماني -قائد الوحدة العسكرية الإيرانية الأقوى والأكثر قسوة «فيلق القدس» طوال عقدين- يعني أنّ ترامب لن يستطيع الخروج من المنطقة طوال ما تبقى من رئاسته التي قد تنتهي في غضون عامٍ، أو تمتد لفترةٍ ثانية، إذ ألزم ترامب الولايات المتحدة بدخول صراعٍ لم تُعرَف أبعاده بعد، وخاصةً في ظل سعي المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للانتقام.
وفي مجلة “ناشيونال إنترست” كتب نائب وزير الدفاع الأميركي الأسبق دوف زاخيم، تحت عنوان: “سليماني وليست أميركا كان يمسك بزمام الأمور في العراق”، إنّ اقتحام منتسبين لقوات الحشد الشعبي الموالية لإيران للسفارة الأميركية في بغداد أخيراً، يمثل دليلاً حياً أكثر وضوحاً على أنّ طهران وتحديداً اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وليست واشنطن، هي التي تُسيّر الأمور في العراق.
وفي ظاهر الأمر، يبدو أنّ سليماني و”ملالي إيران” ينتهجون سياسة تفضي إلى نتائج عكسية، فإذا كان هدفهم إخراج الولايات المتحدة من العراق، ومن الشرق الأوسط في نهاية المطاف، فإنّ دعمهم للهجمات على المنشآت الأميركية واقتحام سفارة واشنطن في بغداد سيكون له “مفعول معاكس”، حسب زاخيم.
ويقول الكاتب إنّ ترامب قد يضطر في مرحلة من المراحل إلى إصدار أوامره للقوات الأميركية بإطلاق النار على “المشاغبين، الذين قد يكون من بينهم مقاتلون إيرانيون”.
ويكره ترامب أن يكون “خاسراً” في العراق، لكنّ تلك الصورة تتضاءل أمام احتمال خسارته انتخابات الرئاسة الأميركية، فإذا كان إنقاذ حظوظه في إعادة انتخابه يستدعي ترك العراق تحت رحمة إيران، فإنّ ترامب لن يتردد في فعل ذلك.
وفي “العربي الجديد” كتب غازي دحمان تحت عنوان: “قبل الاغتيال وبعده.. إيرانياً”، يربك مقتل سليماني إدارة إيران لصراعاتها في المنطقة، خصوصاً أنّه يحصل في لحظة مفصلية، إذ تواجه إيران تحدّيات شرسة، حتى من حليفها الروسي، ولم يكن ينقصها غياب مهندس وصانع نفوذها، قاسم سليماني.
وأضاف أنّ قاسم سليماني ارتكب أكبر أخطائه عندما تجاوز الخطوط الأميركية الحمراء، عبر مهاجمة سفارة واشنطن في بغداد، واستهداف القواعد الأميركية، وليس واضحاً أسباب ارتكاب سليماني هذا الخطأ، وما إذا كان نتيجة عدم تقييم دقيق لرد الفعل الأميركي، أو نتيجة البيئة الضاغطة التي أوجدتها الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها إيران جرّاء العقوبات الاقتصادية الأميركية.
عواصم ـ راديو الكل