ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
داعش باعتباره جهازاً وظيفياً كان حاجة ملحة لإيران وحلفائها من دول وتنظيمات في المنطقة؛ بل إنّه كان حاجة روسية أيضاً، حيث تمت مساعدته على البقاء للاستفادة منه إلى أقصى الحدود كما يقول فايز سارة في صحيفة “الشرق الأوسط”، وفي “القدس العربي” كتب فيصل قاسم مقالاً تحت عنوان: “ماذا تبقى من سوريا الأسد؟” وفي صحيفة “معاريف” كتب ألون بن دافيد مقالاً تحت عنوان: “بوتين.. بين استمتاعه بالفريسة الأمريكية وتطلعاته إلى الشرق الأوسط”
في “الشرق الأوسط” كتب فايز سارة تحت عنوان: “الصاعدون على ظهر داعش”، كان المرشد الإيراني علي خامنئي آخر من ذكرنا بأنّ الحشد الشعبي العراقي حارب تنظيم داعش وبأنّه قام بهزيمة التنظيم.
وقال سارة: داعش باعتباره جهازاً وظيفياً أخذ شكل تنظيم آيديولوجي متطرف، كان حاجة ملحة لإيران وحلفائها من دول وتنظيمات في المنطقة؛ بل إنّه كان حاجة روسية أيضاً، حيث تمت مساعدته على البقاء للاستفادة منه إلى أقصى الحدود.
وأضاف لم يقتصر ذلك على إيران وحلفائها؛ بل شمل آخرين استخدموا داعش بقدر احتياجاتهم واستطاعاتهم، وسط إعلانات الحرب على داعش وإرهابه، وهي حرب كان يمكن أن تحسم على نحو سريع وبأقل التكاليف، من خلال مواجهة إيران وحلفائها، لو كان الهدف هزيمة داعش وليس الصعود على ظهر داعش وقول كل واحد من الأطراف إنّه شارك في الحرب وفي هزيمة داعش
وفي “القدس العربي” كتب فيصل قاسم لقد انكمشت وتقلصت سلطات الأسد جداً وباتت تنحصر في مواضيع واهتمامات لا علاقة لها بمقام رئاسة ومهام دولة وعمل استراتيجي مجد، قد يقول البعض إنّ النظام مازال موجوداً بجيشه وأمنه وعقليته القديمة، وهذا صحيح، لكن هل ما زال هذا النظام سيد نفسه كي نعامله وننظر إليه بالطريقة القديمة؟ بالطبع لا.. نحن الآن نتعامل مع قوى جديدة تتحكم بسوريا وبنظامها القديم، الذي صار كفصائل المعارضة السورية مجرد أداة في أيدي مشغليه وداعميه.
نعم ربما لم يتبق من سوريا الأسد على أرض الواقع، في ظل متغيرات بنيوية وجيو-استراتيجية عميقة، سوى إعلان الدفن والترحم على تلكم الأيام، كما لم يتبق إلا ذاك الشعار الأجوف الهزيل الذي يتناهى لمسامع الطرطور بين فينة وأخرى في وسائل إعلامه المملوكة للعائلة الأسدية وحاشيتها وعصاباتها، وحسبه هذا المجد والفخار وألف مبروك على هذا الإنجاز.
وفي صحيفة “معاريف” كتب ألون بن دافيد تحت عنوان: “بوتين.. بين استمتاعه بالفريسة الأمريكية وتطلعاته إلى الشرق الأوسط”، صحيح أنّ بوتين يتجلد على الهجمات الإسرائيلية في سوريا، ولكن يحظر على إسرائيل الوقوع في الخطأ: فليس مريحاً له أن تفعل إسرائيل في سوريا كما تشاء.
وأضاف بن دافيد.. يريد بوتين أن يثبت الاستقرار في دولته المرعية الجديدة في سوريا، فقد منحته بناء في المياه الدافئة ومطاراً، وجعلته لاعباً في شرقي البحر المتوسط، وهو يضرب عينيه الآن إلى الميزانيات الطائلة التي سيحتاجها ترميم الدولة المدمرة المقدر بـ 300 مليار دولار. هذا المال سيأتي أساساً من دول الخليج وربما أيضاً من أوروبا والولايات المتحدة، غير أنّ دول الخليج لن تستثمر في سوريا طالما بقي الإيرانيون هناك، وعليه فإنّ بوتين هو الآخر لن يذرف دمعة حين يترك الإيرانيون سوريا، ينجح سلاح الجو حتى الآن في تأخير تموضعهم، ولكن خروج الإيرانيين المطلق لن يتحقق إلا باتفاق بين القوى العظمى.
عواصم ـ راديو الكل