بعد قتل سليماني التصعيد قد يكون العنوان الأبرز للمرحلة
طلبت السفارة الأمريكية في بغداد من رعاياها مغادرة العراق فوراً بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بينما ترأس المرشد الإيراني علي خامنئي للمرة الأولى اجتماعاً لمجلس الأمن القومي للرد على مقتل سليماني، في حين قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته لليونان، بينما توعدت ميليشيا إيران برد قاس.
بأمر مباشر من الرئيس دونالد ترامب، قتلت القوات الأمريكية، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ونائب قائد ميليشيا الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وعدداً من مسؤولي ميليشيا إيران في العراق ولبنان، في ضربة جوية استهدفتهما مع قياديين آخرين من ميليشيا إيران، في مطار بغداد فجر اليوم.
وغرد الرئيس الأمريكي بعيد توجيه الضربة بوضع العلم الأمريكي دون أن يدلي بأي بيان، بينما غرد وزير خارجيته مايك بومبيو قائلاً إنّ العراقيين رقصوا في الشوارع من أجل الحرية، وردَّدوا “لا سليماني بعد اليوم”، وأرفق بومبيو فيديو يظهر احتفالات العراقيين بالشوارع بعد مقتل سليماني.
وترأس المرشد علي خامنئي للمرة الأولى اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لدراسة الرد على مقتل سليماني، وأعلن أنّ على الولايات المتحدة الأمريكية أن تنتظر انتقاماً شديداً لجريمتها باغتيال قاسم سليماني، بينما قال وزير خارجيته جواد ظريف، إنّ على الولايات المتحدة أن تتحمل تداعيات مغامرتها باغتيال سليماني، بينما قال وزير الدفاع أمير حاتمي إنّ “إيران ستنتقم بشدة من الولايات المتحدة وكل من تورط في عملية اغتيال قاسم سليماني”.
وقطع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو زيارته لليونان، بينما عقد وزير دفاعه اجتماعاً مع كبار القادة العسكريين لدراسة الموقف. بينما قال معلقو وسائل الإعلام الإسرائيلية إنّ وزراء الحكومة الائتلافية التي يرأسها نتنياهو لديهم تعليمات بعدم الحديث علناً عن مقتل سليماني.
وفيما يتعلق بمواقف الميليشيا التابعة لإيران والتي كان قاسم سليماني مسؤولاً عن توجيهها ورسم سياساتها فقد توعدت بالرد على الولايات المتحدة واسرائيل، وقال حسن نصرالله زعيم ميليشيا حزب الله “سنحمل رايته في كل الساحات، القصاص العادل من قتلة المجاهدين سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين”، بينما توعدت “حركة النجباء” العراقية، بجعل الولايات المتحدة تندم على ما فعلته، كذلك أمر قائد ميليشيا عصائب أهل الحق عناصره بالاستعداد للثأر لقتل سليماني وإزالة إسرائيل وإنهاء الوجود الأمريكي في العراق.
وكانت وكالة “أسوشييتد برس”، نقلت عن مسؤولين عراقيين تأكيدهم بأنّ جثة قاسم سليماني تمزقت إلى أجزاء، وذلك جراء الاستهداف الأميركي بالصواريخ على سيارة كانت تقله هو ومرافقيه خارج مطار بغداد، فيما تم نقل ما تبقى من جثته إلى مستشفى المثنى في بغداد.
وقالت الوكالة إنّ الغارة التي استهدفت سليماني وقعت قرب منطقة الشحن في مطار بغداد، وإنّ استهدافه جرى بعد لحظات من خروجه من الطائرة التي أقلته من لبنان.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أفادت بأنّ استهداف سليماني جرى بعدة صواريخ من طائرة مسيرة، وأنّ الصواريخ استهدفت سيارتين كانتا تقلان سليماني ومسؤولين آخرين. ويعد سليماني قائداً للميليشيا التي شكلتها إيران في الدول العربية على مدى العقود الماضية، بهدف تصدير سياستها في المنطقة، ووضعته الولايات المتحدة على قائمة الشخصيات الإرهابية، ما يشكل ضربة قاسية لهذه الميليشيا التي تعد رأس حربة إيران ضد التحركات الشعبية المناهضة لسياستها.
راديو الكل ـ تقرير