إدلب أزمة النازحين تتضاعف مع تصاعد قصف روسيا والنظام

موجة نزوح جديدة شهدتها منطقة خفض التصعيد الرابعة شمال سورية بسبب المعركة البرية التي شنتها روسيا والنظام والميلشيا الإيرانية، مسببة بكارثة إنسانية أصابت نحو مئتي ألف مدني، تضاف إلى معاناة مئات آلاف النازحين من مدن وقرى سورية، رفضت روسيا من خلال مجلس الأمن إدخال المساعدات الأممية الإنسانية إليهم.

قدر الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” عدد النازحين من ريف إدلب الجنوبي الشرقي خلال الشهر الحالي بأكثر من 203 ألف شخص مشيراً إلى أنّ آلاف العائلات لا تزال محاصرة في منازلها بسبب القصف وخطر الموت خوفاً من الاستهداف المباشر من قبل طائرات النظام والطائرات الروسية لآلياتهم على طرق النزوح.

واستهدفت طائرات حربية روسيّة أمس سياراتٍ وشاحناتٍ تقلّ عائلات نازحة من مدينة معرة النعمان في حين تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات تظهر جثثاً محترقة وأشلاء لـ عددٍ مِن المدنيين النازحين لم تُعرف حصيلتهم.

وأطلق الدفاع المدني نداءً عاجلاً من أجل هدنة إنسانية في ريف إدلب الجنوبي مدتها 72 ساعة لتتمكن فرقه لإجلاء المدنيين العالقين هناك داعياً الأمم المتحدة والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف كافة عمليات القصف والتدمير وبجميع أنواع الأسلحة والطيران منها على وجه الخصوص.

وتعد مدينة معرة النعمان والمناطق المحيطة بها الأكثر كثافة سكانية في محافظة إدلب، وفي المقابل لا يتوفر مكان لاستقبال النازحين في الريف الشمالي والشمالي الغربي للمحافظة، إذ وصلت قدرة استيعابها إلى طاقتها القصوى في ظل عدم وجود حلول لإيواء الأعداد الكبيرة من النازحين الجدد باتجاه مخيمات أطمة وقاح وحارم أو بلدات المنطقة.

وتحذر منظمات إنسانية من ازدياد تدفق النازحين باتجاه المناطق الأكثر أمناً في الشمال ولاسيما بالقرب من الحدود التركية السورية، في حين أكدت تركيا عدم قدرتها على استيعاب نازحين جدد، بينما لم تصدر مواقف عربية أو إقليمية أو دولية لوقف المعركة التي تشنها روسيا والنظام وإيران على المدنيين السوريين.

وسربت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام نبأ اليوم، حول مفاوضات تجري مع وجهاء وفعاليات محلية، لتسليم روسيا والنظام، معرة النعمان دون قتال.

واستخدمت روسيا والصين الجمعة الماضية الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لتمديد تقديم المساعدات الأممية الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، والذي من المفترض أن ينتهي في العاشر من الشهر المقبل.

وبحسب محللين فإنّ السوريين في إدلب يتعرضون لحرب إبادة تمارسها روسيا من خلال بوراجها الحربية وطائراتها بذريعة محاربة هيئة تحرير الشام التي لا تشارك في صد هجمات النظام والميليشيات الإيرانية

ورأى العميد الركن أحمد بري رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر سابقاً أنّ هدف الحملة التي تقوم بها روسيا والنظام والميليشيات الإيرانية قتل المدنيين، في حين رأى الأكاديمي والباحث السياسي ياسر نجار أنّ روسيا تتعمد استهداف المدنيين ولم يكن لها أن تتمادى لولا سكوت المجتمع الدولي.

وتشارك في الهجوم البري الذي يتركز على مدينتي معرة النعمان وسراقب وريفيهما البوارج الحربية الروسية من البحر في تقديم الدعم الناري للمليشيات الإيرانية، والفيلق الخامس، المعروف باسم “قوات النمر”، التي تقودها قوات روسية خاصة.

إدلب ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى