ازدياد ظاهرة التسول في جرابلس والحلول غائبة
ازدادت ظاهرة التسول في مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، خلال الأشهر الماضية، بالتوازي مع ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية، وانعدام فرص العمل، في مقابل ضعف استجابة المنظمات ونضوب دعم عدد منها.
أحمد، نازح تحدث لراديو الكل، عن الأسباب التي دفعته للتسول، موضحاً أنّه يقيم في مخيم مع أخوته ووالدته وهو المعيل الوحيد لهم بعد وفاة والده، ويبحث عن عمل منذ أكثر من عام بدون أي جدوى، وفي حال وجد عمل فإنّه يكون مؤقت ليوم أو يومين، لذلك وجد في التسول مخرجاً لتأمين احتياجات عائلته الأساسية.
محمد أصلان مدني من جرابلس يقول، لراديو الكل، إنّ أعداد المتسولين تزداد مع قدوم فصل الشتاء بسبب الحاجة لمصاريف إضافية بينها وقود التدفئة، منوهاً إلى وجود بعض الأشخاص من المتسولين غير محتاجين ويتخذون من التسول مهنة.
بدوره الناشط، علي عز الدين، من مدينة جرابلس، يرى في التسول أحد نتائج طول الأزمة في سوريا بسبب الحاجة والتهجير وفقدان المعيل، متوقعاً أن تنتهي هذه الظاهرة بمجرد زوال مسبباتها.
من جهته، يوضح الخبير في الشؤون الاجتماعية، زكريا حميدي، لراديو الكل، أنّ التسول ظاهرة منتشرة بين المجتمعات وليست خاصة بمجتمع دون غيره، ويمكن القضاء عليها في الشمال السوري بشكل عام عبر تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي، وتفعيل دور المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية وتوزيع مشاريع سبل العيش بشكل عادل بعيداً عن المحسوبيات.
التسول ظاهرة قد تتحول إلى أزمة في الشمال السوري في حال استمرار الحرب ويغذيها تردي الأوضاع المعيشية، ما يضع مستقبل جيل كامل أمام خطر حقيقي يلوح في الأفق البعيد.
تقرير: محمد نجم الدين ـ قراءة : عمر نور