ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
تمرير قانون قيصر يعد من أدوات الضغط الأميركية على النظام وبمثابة رسالة إلى حلفائه بأنّ الوضع الراهن قد يزداد سوءاً مع مرور الوقت كما ينقل ابراهيم حميدي عن خبراء غربيين في مقال في صحيفة “الشرق الأوسط”، وفي موقع “المدن” كتب عمر قدور مقالاً تحت عنوان: “إدلب تُباد: ماذا بعد؟” وفي “القدس العربي” كتب فيصل قاسم مقالات تحت عنوان: “هل سحبت تركيا زعامة العالم الإسلامي من السعودية؟”.
في الشرق الأوسط كتب إبراهيم حميدي تحت عنوان: “صورة قاتمة لسوريا يرسمها مسؤولون غربيون لنظرائهم الروس” أقيمت مؤخراً ورشة عمل استمرت يومين بحضور 30 خبيراً ومسؤولاً من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأميركا والأمم المتحدة وروسيا وتركيا وسويسرا وسوريا لبحث الإصلاح الداخلي السوري وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار واللجنة الدستورية والأوضاع العسكرية في شمال شرقي سوريا، وكذلك الحالة الاقتصادية.
ورسم غربيون خلال ورشة العمل صورة قاتمة لسوريا في المستقبل القريب فالعقوبات والضغوط ستزيد على النظام واحتمالات اللا استقرار تزيد في مناطق سيطرة النظام وأخرى قد استعادتها أخيراً، والمساهمة الأوروبية – الأميركية في إعادة الإعمار ستكون مشروطة بإجراءات جدية من موسكو والنظام.
وأشارت الورشة إلى أنّ تمرير قانون قيصر يعد من أدوات الضغط الأميركية على النظام وبمثابة رسالة إلى حلفائه بأنّ الوضع الراهن قد يزداد سوءاً مع مرور الوقت، يتيح القانون، رغم قسوته، تخفيف العقوبات أو إلغاءها إذا وجد الرئيس الأميركي مصلحة، هذا يسمح بالتفاوض، إذا اختار النظام وحلفاؤه المقايضة مع واشنطن بشأن بعض الإصلاحات، ربما تكون هناك فرصة معقولة لتخفيف العقوبات.
وفي موقع “المدن” كتب عمر قدور تحت عنوان: “إدلب تُباد: ماذا بعد؟” السؤال الذي يطرح نفسه، لمن لا يريد التهرب من المسؤولية، ما الذي فعله السوريون لمواجهة واقع مفضوح أو على الأقل للحدّ من الضحايا؟ ما الذي فعله سوريو الثورة، وهم يراقبون القوى الدولية والإقليمية تركّب على مزاجها المعارضة التي ينبغي أن تمثّلهم؟ مع افتضاح ارتهان المعارضة منذ سنوات، ما الذي فعله سوريو الثورة لسحب الشرعية منها وتولي المسؤولية بدلاً عنها؟ وهل يلزم التذكير بأنّ كتابة بوست أو تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء لهجاء المجتمع الدولي أو المعارضة، ليست ممارسة سياسية، فالعالم لم يعد يكترث حتى بتغريدات ترامب وهو رئيس القوة الأعظم.
وفي “القدس العربي” كتب فيصل قاسم تحت عنوان: “هل سحبت تركيا زعامة العالم الإسلامي من السعودية؟” إنّ تركيا، هي اليوم أقرب بكثير إلى الشعوب العربية، من السعودية والإمارات، وإذا ما ذكرتم أي كلمة عن السعودية والإمارات ومن لف لفيفهم عند تلك الشعوب، سترى وجوههم كاظمة، إن لم نقل شيئاً آخر.
يمكن القول اليوم، إنّ هذه المرحلة هي فترة انهيار الدور السعودي، وصعود الدور التركي، وهذا النزاع لا بد سيشتد أكثر فأكثر مع إصرار كلا الطرفين على فرض رؤيته بكل الأدوات من السياسية والدينية، وليس انتهاء بالعسكرية، وما شهدته ليبيا يؤكد أنّ الحرب على ريادة العالم الإسلامي بين السعودية وتركيا بدأت تأخذ منحى فرض بعض المعادلات بالقوة وغيرها.
وفي حال نجاح تركيا بسحب زعامة العالمين الإسلامي والعربي من السعودية، وتبدو الأمور تسير في هذا الاتجاه، ما لم يحدث أي طارئ، ستكون تركيا خلال عقدين من الزمن، حتى أعادت أمجادها السابقة، وربما ستقود العرب والمسلمين لعقود قادمة، ولكن ليس بالصورة التي ترتسم في أذهان البعض من عودة الخلافة العثمانية وإنما بصور جديدة وأساليب حديثة، تكتسب فيها تركيا الشعوب أولاً، وبالتالي تنهي الرهان السعودي على ديكتاتورية الأنظمة الموالية لها، والتي ترى فيها السعودية المخلص الوحيد من أزمة الهبوط الحادة في ريادتها للعالمين العربي والإسلامي.
عواصم ـ راديو الكل