مدارس الغوطة الشرقية إهمال متعمد من قبل النظام
تعاني مدارس الغوطة الشرقية، مع اقتراب انتهاء الفصل الدراسي الأول، من نقص كبير في الكوادر التعليمية، والمستلزمات الصفية، بالرغم من وعود وزارة التربية التابعة للنظام بتأهيل المدارس وتجهيزها قبل بدء العام الدراسي الحالي.
وترافق النقص الذي تعانيه المدارس بزيادة أعداد الطلاب بعد التحاق المنقطعين في حين لا تزال المدارس المؤهلة غير كافية على استيعاب الطلاب بالشكل الأمثل.
ويقول رياض، وهو مدرس في بلدة زملكا، لراديو الكل (والذي رفض الكشف عن كامل اسمه لأسباب أمنية): إنّ النظام التعليمي في الغوطة الشرقية شبه متوقف، ويقتصر دور المدارس على تجميع الطلاب وإعطائهم دروساً جماعية في أغلب الأحيان لنقص الكوادر وخاصة في المواد العلمية واللغة الانكليزية.
وأضاف رياض، أنّ أغلب المدرسين يعملون بنظام الوكالة، ولم يحصلوا على رواتبهم من العام الماضي، مشيراً إلى عدم توفر الكفاءات التدريسية بعد خروج أغلب المدرسين للشمال السوري خلال حملة التهجير في العام الماضي.
بدوره تحدث خلدون، مدني من من بلدة سقبا، لراديو الكل، عن افتقار مدارس البلدة للخدمات وكثافة أعداد الطلاب في الصف الواحد بما يتجاوز 50 طالباً واتباع نظام الدوامين الصباحي والمسائي لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب بسبب الدمار الذي تعرضت لها 5 مدارس من أصل 11 جراء قصف النظام وروسيا، منوهاً إلى أنّ أغلب المدارس لم توزع الكتب المدرسية وفق النظام الحديث ولازالت تعتمد على الكتب القديمة، مع غياب مواد التدفئة بشكل كامل عن جميع المدارس.
الصحفي طارق الشامي، وهو أحد المهجرين للشمال السوري، يرى أنّ إهمال نظام الأسد للمدارس والعملية التعليمية متعمد وممنهج، مؤكداً لراديو الكل أنّه يندرج ضمن سياسته التي ينتهجها في عقاب المدنيين والمناطق التي كانت ثائرة ضده.
وأشار الشامي، إلى أنّ النظام رمم مدرسة نظام في بلدة المليحة بالرغم من أنّها مدرسة خاصة وليست عامة، إلا أنّ ارتباط إدارتها بروسيا (كون المدرسة خاصة بالأرمن الأورثوذكس) دفعه لترميمها وإعادة تفعيلها، في حين لاتزال أغلب المدارس العامة في الغوطة مدمرة بعد نحو عام ونصف من سيطرته على المنطقة.
وكان مدير تربية ريف دمشق التابعة للنظام ماهر فرج، أفاد في وقت سابق بأنّه “تم افتتاح 100 مدرسة في كافة بلدات الغوطة الشرقية التي تضم أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، مبيناً أنّ مدينة دوما تحتوي على 40 مدرسة تستوعب نحو 20 ألف طالب.
يذكر أنّ عشرات المدارس في الغوطة الشرقية تعرضت للدمار نتيجة القصف من قبل نظام الأسد، وقامت منظمة اليونسيف بترميم نحو 27 مدرسة منها بعد سيطرة النظام على الغوطة الشرقية العام الماضي ، كما رمم الأهالي وعدد من الفعاليات التجارية المحلية نحو 20 مدرسة.
الغوطة الشرقية ـ راديو الكل