للمرة الثانية خلال أسبوعين تنشر قناة روسيا مقالاً ينتقد بشار الأسد

للمرة الثانية خلال أسبوعين، ينشر موقع قناة روسيا اليوم مقالاً لكاتب ودبلوماسي مقرب من الكرملين يتضمن انتقادات لنظام بشار الأسد، في اتجاه يعكس بحسب محللين عدم رضى موسكو عن بعض ما يتحدث به رأس النظام، ولا سيما أنّ الانتقادات تأتي بعناوين تتناوله شخصياً، وبعد أي مقابلة يدلي بها، في حين وصف محللون أنّ مثل هذه المقالات تعكس وجهة نظر موسكو التي كررتها مراراً وهي عدم التمسك ببشار الأسد، وأنّه يخضع لمساومات مع الأطراف المتدخلة بالشأن السوري.

أعاد موقع روسيا اليوم نشر مقال للكاتب رامي الشاعر المقرب من الكرملين نشره في صحيفة “زافترا” الروسية تحت عنوان “مواقف الأسد الخشبية تصب في طاحونة الناتو”.

وعبّر رامي الشاعر في مقاله عن أسفه الشديد لاستمرار رأس النظام بشار الأسد بابتعاده عن واقع الحياة والتحولات التي طرأت على سوريا وشعبها، مشيراً إلى ما أدلى به مؤخراً لصحيفة إيطالية.

وعدّ الكاتب أنّ بشار الأسد يتصور أنّ ما مرت به البلاد خلال تسع سنوات هو نتيجة مؤامرة خارجية، وأنّ الحرب كانت على الإرهاب الذي تم القضاء عليه وأنّ الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها، وأنّ الانتصار كان نتيجة تلاحم الشعب مع القيادة وأنّ العائق أمام إعادة البناء هو فقط العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.

وأضاف أنّ بشار الأسد يتجاهل كذلك الجهود الدولية والقرارات، معرباً عن الاستغراب لأن “يرى بشار الأسد كل سوريا بصورة الوضع الذي يحيطه في طريقه من البيت إلى القصر الجمهوري ذهاباً وإياباً من دون أي علم له بعدم ارتياح المجتمع السوري بأغلبيته، خلف الدائرة التي لا يزيد قطرها على كيلومتر واحد من مركز سكنه وعمله في وسط دمشق”.

وأشار الكاتب إلى أنّ “حقيقة الواقع على الأرض غير ذلك تماماً، هناك معارضة قوية جداً ضد النظام الحالي في دمشق، وهناك معارضة مسلحة أوقفت نشاطها، التزاماً بالوعود التي قدمت لها من قبل الدول الضامنة، وتمشياً مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يناط به إحداث التغيير في سوريا.

وحذر الكاتب من اندلاع حرب أهلية دامية وواسعة تشكل جميع أرجاء سوريا وتطيح بالنظام وقال: “من الضروري ومن الواجب على بشار الأسد أن يدرك بأنّ الشعب السوري إذا فاض صبره وشعر بعدم وجود أمل في الجهود والدور الدولي فإنّ البديل سيكون حرباً أهلية دامية وواسعة، تشمل كل أرجاء سوريا، ستطيح حتماً بالنظام الحالي، لأنّ إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر، وهي دائماً الأقوى”.

واستغرب الكاتب أن يتعامل النظام وكأن الأمور في سوريا تسير على ما يرام ولا وجود لأي أزمة داخلية، وليس هناك معارضة ولا أي شيء يدعو إلى إجراء أي تغييرات”.

وشغل الشاعر منصب سفير دولة فلسطين لدى روسيا في بداية التسعينات من القرن الماضي، وخلف أباه العميد محمد الشاعر في هذا المنصب الذي استقال من جيش التحرير الفلسطيني في السبعينات على خلفية تأييده البرنامج المرحلي الفلسطيني الذي رفضه نظام الأسد الأب، وذكر الشاعر في مقاله أنّه كان على علاقة جيدة مع أشقاء بشار الأكبر منه عندما علمهم الفروسية سابقاً قبل مغادرة دمشق، ويرأس حالياً نادي الفروسية الدبلوماسي في منطقة “زوفيدوفا” الراقية شمال موسكو، ويرتاد النادي كبار العاملين في الخارجية والكرملين.

موسكو ـ راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى