روسيا تبعث رسائل متباينة بشأن ادلب
لمحت روسيا إلى امكانية التوصل الى تهدئة شاملة في ادلب , ولكنها في نفس الوقت جددت التأكيد على وجوب سيطرة النظام على منطقة خفض التصعيد الرابعة في ادلب , وحملت تركيا مسؤولية فصل المعارضة المسلحة عن هيئة تحرير الشام , بالتزامن مع دعوة ضامني استانة في ختام الجولة الـ 14 من مفاوضات استانة إلى ايجاد تهدئة .
قال المبعوث الرئاسي الروسي الى سوريا الكسندر لافرنتيف أن هناك مشاورات مستمرة لتحقيق هدنة شاملة مقبلة , لكنه أشار في نفس الوقت الى عدم وجود تهدئة حالية في إدلب .
وأضاف المسؤول الروسي في تصريح على هامش الجولة الرابعة عشرة من مفاوضات استانة .. “لا يمكن أن نعلن الهدنة في أماكن وجود المجموعات الإرهابية”.
وأشار لافرينتيف أنه من الضروري أن تعمل تركيا على وقف قصف حلب من قبل الإرهابيين، لأنها منطقة مسؤوليتها”. وقال : “منطقة خفض التصعيد في إدلب بالشكل الذي توجد به الآن هي منطقة مسؤولية شركائنا الأتراك، لذلك لا يوجد أي معنى لإجراء أي نوع من العمليات الموسعة.
وأضاف أنه يجب التأثير على شركائنا الأتراك ليقوموا بإجراءات مناسبة مع تلك الجماعات المسلحة التي تنفذ هذه الاستفزازات. لأنه من غير المقبول على الإطلاق أن يعاني المدنيون.. يجب وقف ذلك”.
ومن جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن ضرورة سيطرة النظام على إدلب بالكامل من الإرهابيين بحسب تعبيره .
وحمل الوزير الروسي تركيا مسؤولية عدم فصل المعارضة السورية المسلحة عن “جبهة النصرة” في منطقة خفض التصعيد بإدلب
وجدد لافروف التأكيد على عدم وجود حل عسكري للنزاع في سوريا، وضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة من خلال اللجنة الدستورية السورية.
ودعا البيان الختامي للجولة الرابعة عشرة من مفاوضات أستانة إلى “تهدئة الأوضاع على أرض الواقع في سورية، من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات بشأن منطقة إدلب، ولا سيما المذكرة التي جرى التوصل إليها في سوتشي في سبتمبر/ أيلول 2018”.
وكان وفد المعارضة قد طلب من الضامن التركي فرض وقف إطلاق النار في إدلب، وبذل ما يمكن من جهود لإيقاف المجازر الروسية بحق المدنيين، بحسب ما أعلنه عبر معرفاته على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهته، أكد الوفد التركي إلى أستانة، رفضه المطلق لاستمرار قصف إدلب، وطالب الروس بوضع حدّ لتجاوزات النظام في المنطقة، واصفاً ما يقوم به النظام، بالانتهاكات والتجاوزات التي تعرقل عملية الحل السياسي، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 4900 انتهاك من قبل النظام منذ شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتركز قصف النظام وروسيا الذي تصاعد بشكل كبير منذ نحو شهرين على المناطق المأهولة بالسكان ، ولا سيما في ريف ادلب الجنوبي مادفع بالآلاف من الأهالي إلى النزوح باتجاه شمالي إدلب والمناطق الأكثر أمناً باتجاه الحدود السورية التركية، والتي تغص بألاف المدنيين الهاربين من الموت، وسط أوضاع إنسانية مأساوية، في ظل برد ومطر يزيد من معاناتهم.
وبدأت روسيا والنظام حملة على منطقة خفض التصعيد الرابعة في ادلب وما حولها في شباط الماضي وادت الى مقتل نحو الف مدني ونزوح أكثر من مليون بعد استهداف الأحياء السكنية والنقاط الطبية والمستشفيات بشكل خاص.
ويعيش الأهالي في الشمال البالغ عددهم نحو 4 ملايين نسمة، في أوضاع صعبة نتيجة استمرار قصف النظام وشح المساعدات الإنسانية المقدمة إليهم ، بعد قطع منظمات دولية مساعداتها، في ظل غياب الدعم الطبي واستهدف روسيا المنشآت الصحية والمستشفيات بحسب ما أكدته تقارير غربية.
وتتذرع روسيا والنظام باستهداف المدنيين في إدلب، بوجود هيئة تحرير الشام في الشمال وسيطرتها على معظم مناطقه
موسكو ـ راديو الكل