الرئيس التركي يضع شرطين لسحب قواته من سوريا
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنّ بلاده لن تسحب قواتها من سوريا إلا بعد أن يطلب ذلك الشعب السوري وبعد انسحاب الدول الأخرى.
وقال أردوغان، خلال اجتماع للمجلس الاستشاري لـ”حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، بمدينة إسطنبول، أمس السبت: “لن نخرج من سوريا إلا إذا قال لنا الشعب السوري شاكراً عليكم الخروج الآن”.
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ قوات بلاده ستخرج من سوريا بعد انسحاب الدول الأخرى، وقال : “جميع الزعماء الذين تحدثنا إليهم يسألوننا متى ستخرجون من سوريا ونحن نقول لهم: أنتم ماذا تفعلون هناك؟”
وفي السياق أكد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي أنّ التدخل التركي عبر عملية “نبع السلام” في سوريا حق من حقوقها، لحماية حدودها وأمنها القومي.
واستنكر أقطاي في كلمة له خلال ندوة بعنوان “نبع السلام وانعكاساتها على مستقبل سوريا والمنطقة”، عقدت في مدينة إسطنبول، موقف الدول الأعضاء في حلف “الناتو” والولايات المتحدة من تدخل تركيا العسكري في “نبع السلام”، رغم تعرض حدودها للخطر بسبب انتشار تنظيم “بي كا كا” الإرهابي.
وأشار أقطاي إلى أنّ بلاده ساهمت في خلق بنية جديدة لسوريا، من خلال مشاركتها في محادثات “سوتشي” و”أستانا” و”جنيف”، ومساعيها لوضع دستور جديد يحافظ على أهداف السوريين، ويضمن وحدة الأراضي السورية.
ومن جانبه أكد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون أنّ عملية “نبع السلام” شمالي سوريا أحبطت خطط هندسة جيوسياسية مشابهة لأخرى حيكت قبل 100 عام، وقال ألطون في كلمة بولاية أنطاليا جنوبي البلاد إنّ تركيا “بذلت جهوداً كبيرة لتطوير رؤيتها الجيوسياسية وتجاوز التحديات التي
واجهتها”.
وأوضح أنّ تركيا نفذت سياستها الخاصة في العديد من القضايا المعقدة مثل مكافحة الإرهاب والشأنين السوري والقبرصي والمستجدات شرقي البحر المتوسط.
وقال: “قوتنا في المفاوضات تستمد زخمها من قوتنا الإقليمية، ومن خلال عملية نبع السلام فقط أثبتنا إمكانية وضع قواعد لعبتنا، وإحباط مشاريع هندسة جيوسياسية مشابهة لأخرى حاكتها جهات فاعلة أجنبية قبل 100 عام؛ على الرغم من جميع محاولات الحصار”.
وشدد على أنّ تركيا تكافح بفاعلية في الميدان وعلى الطاولة جميع التنظيمات الإرهابية دون التمييز بينها وفي مقدمتها “غولن” و”ي ب ك/ بي كا كا” و”داعش”.
وكانت الخارجية التركية جددت أمس تهديداتها بمواصلة عملية “نبع السلام” حال عدم الوفاء بالتعهدات المقدمة لها، مؤكدة أنّ القوات التركية لن تخرج من سوريا حتى يتم تطهير “المنطقة الآمنة” من الإرهابيين.
وتوصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق “سوتشي” في 22 تشرين الأول الماضي، يقضي بخروج الوحدات الكردية وأسلحتهم حتى عمق 30 كيلو متراً من الحدود “السورية – التركية”، ومغادرة مدينتي منبج وتل رفعت، وذلك خلال 150 ساعة، وجاء هذا الاتفاق في أعقاب اتفاق “تركي – أمريكي” في 17 من الشهر نفسه.
وفي 9 تشرين أول الماضي، أطلق الجيشان التركي والوطني السوري عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات، لإخراج “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
اسطنبول ـ راديو الكل