الحرب وفقدان المعيل تزيد نسبة المتسولين في إدلب
ازدادت ظاهرة التسول في محافظة إدلب خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب ارتفاع وتيرة النزوح تحديداً من ريفها الجنوبي، وارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية، بالتوازي مع ضعف استجابة المنظمات ونضوب دعم عدد منها.
وتنتشر الظاهرة في صفوف الأطفال والنساء، والنازحين منهم بشكل خاص، حيث فقدت أغلب العائلات مصدر رزقها بعد تهجيرها من قبل النظام وروسيا.
قد تبدو الأسباب التي دفعت هيام للتسول منطقية حسبما قالت لراديو الكل، حيث توفي والدها وهي أكبر أخوتها ولا يوجد لديهم من يعيلهم أو من يقدم لهم المساعدات، مضيفةً أنّها تحصل على مبلغ 1500 ليرة سورية يومياً من التسول وبالكاد يكفي عائلتها.
ويبين محمد سليمان، دكتور في الصحة النفسية، لراديو الكل، أنّ أول أسباب التسول الفقر والبطالة، ويحذر من تطور هذه الحالة التي قد تؤدي إلى الانحراف والميول لارتكاب الجرائم كالسرقة وغيرها، كما حذر من انتشار تسول الأطفال وآثاره المستقبلية الخطيرة.
ويضيف سليمان، أنّ مواجهة هذه الظاهرة لا تمكن دون تكافل المجتمع ونشر التوعية والتعليم، إضافة لتأمين فرص عمل للعائلات التي فقدت معيلها.
من جهته، يوضح، محمد حلاج، مدير فريق منسقو استجابة سوريا، أنّ نسبة الأطفال المتسولين في الشمال السوري تتراوح بين 3 و6 % وتختلف بين الأرياف والمدن، وتماثلها نفس النسبة في النساء المتسولات.
ويضيف حلاج، أنّ ظروف الحرب التي يعيشها الشمال السوري هي السبب الرئيس لانتشار هذه الظاهرة.
يختلف التسول كمرض وظاهرة اجتماعية موجودة في معظم دول العالم، عما هو عليه في الشمال السوري، حيث فرضته الحاجة والحرب والتهجير وفقدان المعيل، وستنتهي هذه الظاهرة بمجرد زوال مسبباتها.
تقرير: محمد العلي ـ قراءة: ديمه الساعي