أردوغان: لن نصغي لدعوات إعادة اللاجئين
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده لن تصغي مطلقاً للدعوات التي تطالب برحيل السوريين من تركيا.
وقال الرئيس أردوغان في كلمة له خلال مشاركته في افتتاح فعاليات أسبوع المولد النبوي الشريف بمدينة اسطنبول إنّ المسلمين اليوم يعيشون أياماً عصيبة في فترة أسرت فيها الفتنة الطائفية والتعصب للعرق واللون واللغة والقبيلة قلوب وعقول المسلمين.
وتستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم 3.6 مليون شخص، وتقول إنّها تواصل تقديم كافة أشكال الرعاية والخدمات لهم، مثل التعليم والصحة، دون تمييز بينهم وبين المواطنين الأتراك.
وتقول تركيا إنّها بصدد إعادة لاجئين إلى المنطقة الآمنة التي تقيمها داخل الأراضي السورية، وتناشد المجتمع الدولي للمساعدة من أجل إقامة بنى تحتية، وذلك بعد إعادة بشكل طوعي أكثر من ثلاثمائة ألف إلى مدنهم وقراهم في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، في حين تجري عملية ادماج للسوريين في المجتمع التركي ومنح الجنسية لعدد من السوريين من ذوي الكفاءات.
ويصل عدد من اللاجئين السوريين في تركيا إلى أوروبا عن طريق اليونان، إلا أنّهم يوضعون في مخيمات وصفتها مراسلة صحيفة بيلد الألمانية في اليونان ليانا سبيروبولو بأنّها غير إنسانية وقالت إنّها تشعرُ بالخجل الشديد من الأوضاع التي يعيشها اللاجئون في بلادها مقارنة بأوضاعهم في المخيمات التركية.
ويتعرض اللاجئون لحملة تقودها روسيا والنظام من أجل الضغط على الدول المضيفة لإعادتهم إلى سوريا في حين استجاب لهذه الحملة من بين دول الجوار الرئيس اللبناني ميشال عون الذي رفض بياناً أصدره الاتحاد الأوروبي، دعا فيه إلى ضرورة تأمين اندماج اللاجئين السوريين على المدى الطويل بطريقة متماسكة مع المجتمعات المضيفة لهم.
وأبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون أنّ موجة النزوح السورية تركت تداعيات سلبيةً على القطاعات اللبنانية كافة، داعياً الأمم المتحدة إلى تقديم مساعدات للنازحين داخل الأراضي السورية وليس خارجها لتشجيعهم على العودة والمساهمة في إعمار بلدهم.
وشن المسؤولون في لبنان حملة قادها وزير الخارجية اللباني جبران باسل رئيس التيار العون المدعوم من ميليشيا حزب الله ضد اللاجئين السوريين، بهدف حملهم على العودة القسرية إلى سوريا رغم تأكيدات وزير لبناني سابق بأنّ عدداً ممن عادوا اعتقلوا أو قُتلوا على يد النظام، في حين كشفت المظاهرات التي لا تزال مندلعة في لبنان عن عدم رفض شعبي للاجئين.
ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان من ضغوطات من جهات رسمية وأمنية تخضع لسيطرة ميلشيا حزب الله؛ لحملهم على العودة إلى سوريا من دون توافر ضمانات، وآخر تلك الضغوطات إحراق خيام في مخيمات عرسال في الشمال، والتضييق على العمالة السورية.
وإضافة إلى تركيا ولبنان يستضيف الأردن نحو مليون وثلاثمئة ألف سوري، ويدعو المسؤولون الأردنيون المجتمع الدولي إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم للاجئين الذين يشكلون ضغطاً على اقتصاد بلادهم.
وتتخوف المنظمات الإنسانية والحقوقية على مصير اللاجئين العائدين إلى سوريا، خاصةً أنّ النظام لا يسمح لتلك المنظمات، ومن بينها الأمم المتحدة، بمرافقة اللاجئين في أثناء عودتهم والاطمئنان على أوضاعهم المعيشية والأمنية.
راديو الكل ـ تقرير