اجتماعات لجنة صياغة الدستور تنطلق في جنيف ظهر اليوم
تنطلق في جنيف ظهر اليوم اجتماعات لجنة صياغة الدستور بمشاركة مئة وخمسين شخصا يمثلون المعارضة والنظام والمجتمع المدني على أن يختارون 45 عضوا يعملون على صياغة دستور جديد .
وعشية بدء الاجتماعات أجرى المبعوث الأممي غير بيدرسون لقاءات مكثفة مع الرئيسين المشتركين للجنة هادي البحرة واحمد الكزبري ومع وفد المجتمع المدني اضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الاوروبي , ووزراء خارجية الدول الضامنة لمسار استانة ” تركيا ـ روسيا ـ ايران ” .
كذلك عقدت اجتماعات لممثلين عن الإتحاد الاوروبي و المجموعة الدولية المصغرة التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ومصر والسعودية والأردن اضافة الى لقاءات اجرتها المعارضة مع الوفد الروسي .
وتعقد الجلسة الأولى في مقر الأمم المتحدة، في قاعة تضم أعضاء اللجنة ، ويترأسها المبعوث الأممي غير بيدرسون، حيث يلقي كلمة إلى جانب كلمتين للرئيسين المشاركين للجنة من النظام أحمد الكزبري، ومن المعارضة هادي البحرة.
وستكون القاعة موزعة على ثلاث أقسام؛ قسم للنظام وآخر للمعارضة وثالث لممثلي المجتمع المدني، وبعد انعقاد الجلسة الأولى، سيترأس بيدرسون، الخميس والجمعة، جلسات اللجنة، حيث سيسمح لكل عضو بالحديث 3 دقائق.
ويسعى المبعوث الأممي من خلال جلسات اللجنة الدستورية إلى إقرار جدول أعمال والنظام الداخلي لعمل اللجنة ، فضلا عن تنظيم العلاقة والرقابة ما بين الهيئة الموسعة والهيئة المصغرة ، التي تضم 45 عضوا بواقع 15 عضوا لكل طرف.
ووصف بيدرسن ، مؤخرا، اجتماعات لجنة صياغة الدستور بـ”اللحظة التاريخية”، والتي قد تفتح الباب للوصول الى “حل شامل للأزمة السورية”، يتضمن “إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف الأمم المتحدة”.
وطمأنت دول غربية من بينها الولايات المتحدة وفد المعارضة فاوض , بأنها ستمارس الضغوطات اللازمة من أجل انجاح عمل اللجنة .
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن ممثلي عدد من الدول الغربية أكدوا خلال لقائهم في جنيف وفد المعارضة الى لجنة صياغة الدستور , وهيئة التفاوض , الدعم الغربي لإجراء عملية دستورية .
كما أكد ممثلو هذه الدول دعمهم للجنة صياغة الدستور وممارسة الضغط اللازم من أجل سير أعمالها.
والتقى وفد المعارضة دبلوماسيين روس في مقر البعثة الروسية في جنيف دون أن يكشف الجانب الروسي تفاصيل اللقاء ، ومكتفيا ببيان مقتضب الا أن هادي البحرة أكد أن اللقاء كان “جيدا ومثمرا، وتم تبادل وجهات النظر ورؤية الأطراف السورية والروسية بخصوص أعمال اللجنة الدستورية”.
وتابع قائلا: “أعربنا للوفد الروسي عن جديتنا بخصوص أهمية إنجاز المهام الموكلة إلى اللجنة الدستورية، خلال أقصر فترة زمنية ممكنة، نظرا لحجم المعاناة التي تمر على الشعب السوري، وكواجب وطني يلزمنا جميعا كسوريين أن نبذل جهودنا لإنجاح هذه اللجنة”.
وأصدر وزراء خارجية مسار استانة سيرغي لافروف ومولود تشاووش اوغلو وجواد ظريف بيانا اثر اجتماع عقدوه في جنيف أكدوا فيه أن اللجنة الدستورية يجب أن تسعى إلى إيجاد حلول وسط والتعاون البناء بعيدا عن أي تدخل خارجي وفرض مواعيد، بهدف تحقيق التوافق بين أعضائها، ما سيتيح الحصول على أكبر قدر من الدعم لنتائج عملها من قبل الشعب السوري.
وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على أن إطلاق اللجنة الدستورية السورية “انتصار مشترك كبير وإنجاز للشعب السوري بأكمله”.
وأكد أن الدول الثلاث اتفقت على مواصلة بذل الجهود بالتعاون مع كافة الأطراف السورية من أجل استقرار الأوضاع على الأرض والقضاء على البؤر المتبقية للإرهابيين.
وتابع لافروف: “أكدنا أن الأهم هو ضمان تنفيذ قرار 2254، وخاصة في ما يخص ضرورة ضمان العملية السياسية التي سيقودها السوريون بأنفسهم… وعلى جميع اللاعبين الخارجيين تهيئة الظروف لترتيب هذه العملية بهذا الاتجاه بالضبط، ولكي يجد السوريون تفاهمات بمساعدة المبعوث الأممي الخاص”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن إطلاق اللجنة الدستورية السورية يؤكد فاعلية عملية أستانا، التي حققت النتائج الضرورية.
وأعرب عن تفاؤله بشأن عمل اللجنة الدستورية السورية، مؤكدا على أهميتها.
بدوره، شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن الأراضي السورية يجب أن تكون تحت سيطرة النظام ولا يجب أن يكون هناك أي تهديد لجيران سوريا.
من جانبه قال فراس الخالدي عضو وفد المعارضة أن التحضيرات الحالية تشمل “ترتيب القواعد الإجرائية، وآليات التعاطي، كيف نكون إيجابيين، وكيف يمكن أن نصل إلى الهدف الأسمى لتحقيق مطالب الشعب السوري، لأن العملية الدستورية هي حلقة ضمن المسار السياسي، وليس المسار كله، واللجنة جاءت بعد استعصاء لمدة عامين، لذلك نحن نعمل على أن تكون الخطوة فاعلة، وتحقق باقي الخطوات في المسار السياسي”.
وأكد “الهدف الذي نسعى له هو دستور يحمي كل المواطنين، ويحمي التكافؤ بالفرص والعدالة ويحقق العدالة للمجتمع السوري، ويحقق وحدة سوريا أرضا وشعبا، هذه الرؤى التي نسعى لها برؤى المواطنة في حقوق العيش والكرامة، لا نبحث عن دستور ينصف المعارضة بل ينصف السوريين كلهم”.
من جهته عبر مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالشؤون السورية، جويل ريبورن، عن تفاؤله بانطلاقة لجنة صياغة الدستور , وما قد تحمله معها من تغيير إيجابي في الوضع السوري.
وقال المسؤول الأمريكي خلال لقائه في جنيف أمس عددا من الصحفيين السوريين إن للولايات المتحدة فريق كبير يتواجد حاليًا في جنيف من أجل مواكبة انطلاق عمل “اللجنة الدستورية”.
وأضاف بحسب ما نقل عنه موقع ” عنب بلدي ” أن الاجتماعات المتعلقة بـ “اللجنة الدستورية” المنعقدة في جنيف هذا الأسبوع تحمل معها أملًا كبيرًا وبابًا للانتقال إلى حل سياسي وتحقيق تغيير كبير.
من جهتها، نفت العضو في لجنة صياغة الدستور عن المجتمع المدني ميس كريدي صحة الأنباء حول انسحاب 10 أعضاء من المجتمع المدني ورفضهم المشاركة في اجتماعات اللجنة، مضيفة أن جميع ممثلي وفد المجتمع المدني وصلوا إلى جنيف.
من جانبه ، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان له، أن إطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية يجب أن ترافقه “إجراءات محددة لتعزيز الثقة”.
كما أعرب الأمين العام عن رضاه من نسبة النساء بين أعضاء اللجنة الدستورية، والتي تبلغ 30%، كما أعرب عن أمله بأن تعمل كافة الأطراف بشكل صريح من أجل إيجاد حل على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
جنيف ـ راديو الكل