بعد أربع سنوات على تدخلها العسكري لإنقاذ النظام.. روسيا تحصي مكتسباتها
محللون: روسيا ستفشل في مساعيها السياسية بعد ارتكابها جرائم بحق السوريين
قبل أيام على الذكرى الرابعة لدخول قواتها البلاد، أعلنت روسيا أن الحرب في سوريا انتهت وبأنها تتجه إلى الحل السياسي، وتحدثت عن إنجازاتها على صعد تتعلق بمصالحها، من بينها أنها جرّبت مئات الأنواع من الأسلحة وأنجزت اتفاقيات عسكريةً واقتصاديةً بعيدة المدى، من أبرزها السيطرة على ميناء طرطوس وقاعدة حميميم، في إطار حماية مصالحها والحفاظ على وجودها بالشرق الأوسط.
وبدأ التدخل الروسي في سوريا في 30 من أيلول/سبتمبر 2015، تحت ذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، ويعدّ هذا التدخل من أهمّ نقاط التحول في الثورة السورية لمصلحة النظام؛ فقد أدى بدايةً إلى سيطرته على مركز مدينة حلب والمناطق الشرقية منها، تبعها قضم مستمرّ لما يعرف بمناطق خفض التصعيد في الجنوب والغوطة الشرقية لدمشق وحمص وبعض مناطق إدلب وحماة.
وقال سامر إلياس الكاتب المتخصص في الشؤون الروسية: إن روسيا لم تكن لتجرؤ على التدخل بشكل منفرد من دون موافقة الإدارة الأمريكية التي استفادت من هذا التدخل إلى جانب النظام:
ورأى سامر إلياس، أن ما فعلته روسيا في البلاد يبقى ناقصاً من دون الحل السياسي، ولا سيما في ضوء عدم قدرتها على سيطرتها على شرق الفرات وعدم قدرتها على تأمين الدعم الدولي لإعادة الإعمار:
ورأى سامر إلياس، أن روسيا سعت إلى تأمين مصالحها المرتكزة في استمرار نظام موال لها ولا يكون معادياً لإسرائيل:
ولا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المدنيين الذين قتلهم الروس إلا أنّ الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت مقتل ستة آلاف وستّمئة وستة وثمانين مدنياً، من بينهم ثمانمئة وثماني نساء، وألف وتسعمئة وثمانية وعشرون طفلاً. في حين تتحدث مصادر محلية أنّ هذه الأرقام تشمل القتلى الذين تم تعرّف هوياتهم، وتؤكد أنّ أعداد القتلى تتجاوز هذه الأرقام بأضعاف.
وقال الكاتب والصحفي حافظ قرقوط: إن روسيا تحاول تسويق معنًى سياسيّ من تدخلها العسكري في سوريا وارتكاب المجازر بحق الشعب السوري:
وكان وزير الخارجية الروسي ، سيرغي لافروف ، أعلن أنّ الوضع في سوريا آخذ في العودة إلى الوضع الطبيعي، وقال: إن الحرب السورية انتهت، مشيراً إلى أن هناك فقط بؤر توتر محدودة.
ورأى حافظ قرقوط، أن التدخل الروسي هو أبشع نوع من أنواع الاحتلال عبر التاريخ ولا يمكن أن يقارن مع أي استعمار آخر:
وبسبب هذا التدخل عقدت روسيا مع النظام اتفاقيات عسكريةً واقتصاديةً بعيدة المدى؛ من أبرزها: استئجار قواعد عسكرية في كلّ من حميميم وطرطوس، والتنقيب عن النفط والغاز، وخريطة طريق للتعاون في مجال الصناعة في إطار اتفاقيات طويلة الأجل.
راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام