بعد فقدانهم أمل العودة إلى ديارهم.. نازحون يبنون بيوتاً أسمنتية شمالي إدلب
لم يجد بعض الهاربين من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام بالحملة العسكرية الأخيرة شمال غربي سوريا، سبيلاً إلا بناء مساكن أسمنتية بالأراضي الزراعية التي نزحوا إليها شمالي إدلب، إذ يقدر فريق منسقو استجابة سوريا من بنوا المساكن بأقل من 4% من أصل نحو مليون نازح.
نازحون من كفرزيتا شمالي حماة وآخرون من جنوبي إدلب، يقولون لراديو الكل: إن ارتفاع إيجارات المنازل في المناطق الشمالية من إدلب، هو الدافع الأول لبنائهم بعض المساكن الأسمنتية على نفقتهم الخاصة، مشيرين إلى أن البناء أوفر عليهم من دفع الإيجار.
ويضيف آخرون، أن مكوثهم في الشمال السوري قد يطول بسبب سيطرة النظام على ديارهم، وأن أملهم بالعودة ضئيلة جداً، ما دفع من يتوافر لديه المال إلى البناء.
وعن آلية البناء يقول النازحون: إنهم يضطرون إلى دفع مبالغ مالية كبيرة لقاء شرائهم الأرض المعدة للبناء، ثم تكاليف المواد الأسمنتية وأجور العمال، ويوضح البعض أنهم يدفعون هذه المبالغ بالتقسيط بعد أن اضطروا إلى بيع كل ما يملكون.
ولا بد لعملية البناء أن تتم وفق ضوابط تنظيمية في الشمال الإدلبي، بحسب المجلسين المحليين في كل من بلدتي بابسقا وكتيان شمالي إدلب.
مدير مخيم بابسقا بريف إدلب الشمالي، أحمد الرجب، أكد لراديو الكل، أن نحو 40% من نازحي المخيم البالغ عددهم نحو 250 عائلة، بنوا مساكن أسمنتية بسبب عزوف المنظمات الإنسانية المنتشرة في المنطقة عن مساعدة النازحين.
بينما قال رئيس المجلس المحلي في بلدة كتيان شمالي إدلب، خالد هبص: إن عمليات البناء للنازحين تتم ضمن المخطط التنظيمي وضوابط البناء بعد شراء الأرض عن طريق المجلس المحلي أو عقد نظامي بين النازح وصاحب الأرض.
فريق منسقو استجابة سوريا، أكد لراديو الكل، على لسان مديره محمد حلاج، أن النازحين الذين فقدوا أمل العودة إلى ديارهم بدؤوا بناء المساكن الأسمنتية، مشيراً إلى أن عدد هؤلاء لا يتجاوز 4% من نحو مليون نازح تركوا ديارهم خلال الأشهر القليلة الماضية. والتجأ ما يزيد على مليون نازح من أهالي أرياف إدلب الجنوبية وحماة الشمالية والغربية إلى أقصى الشمال الإدلبي على الحدود السورية التركية هرباً من القصف، واتخذوا من الأراضي الزراعية وأشجار الزيتون مأوى لهم.
إدلب – راديو الكل
تقرير: سارة سعد – قراءة: عبدو الأحمد