إيران تقيم قاعدة عسكرية في سوريا وتبدأ بإنشاء مشغل خلوي ثالث
تطوران تحدثت الأنباء عنهما خلال الأيام القليلة الماضية ويتعلقان بنشاط متصاعد للحرس الثوري الإيراني في سوريا؛ الأول يتحدث عن قاعدة إيرانية عسكرية كبيرة يعمل على إنشائها وتضاف إلى قواعده السرية، والثانية اعتزامه من خلال شركة اتصالات يدعمها تشغيل مشغّل ثالث للاتصالات تضاف إلى شركتي سيريتل و إم تي إن، مع ما يعنيه ذلك من البدء بالسيطرة على قطاع يتيح لها التغلغل في مختلف مناحي الحياة بالنسبة للسوريين.
وكشفت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أنّ فيلق القدس الإيراني يعمل على إقامة قاعدة عسكرية كبيرة في مدينة البوكمال بريف دير الزور، تبعد عن القاعدة الأمريكية في التنف 200 ميل، فقد أظهرت صور لشركة”ISI” التي تمتلك خدمة أقمار اصطناعية مدنيّة خمسة مبان مختلفة حديثاً فيها، وبمحيطها أكوام ترابية كبيرة يمكن وضع الصواريخ الموجّهة بدقة داخلها.
كما أظهرت الصور الجزء الشمالي الغربي من القاعدة التي تحمل اسم “مجمع الإمام علي” ويحتوي على 10 مخازن إضافية مع حماية خارجية أقل، بالإضافة إلى مبان جديدة وهياكل تخزين الصواريخ، وأنها ستصبح جاهزة للعمل بعد مدة وجيزة، وكانت الشبكة الأمريكية قد نشرت في شهر أيار/مايو الماضي تقريراً كشفت فيه أن إيران تبني معبراً حدودياً في مدينة البوكمال بريف دير الزور ليربطها مع العراق.
ويأتي ذلك بعد تأكيدات الولايات المتحدة بأن قواتها ستبقى في سوريا لعدة أهداف من أبرزها: سحب إيران قواتها وميلشياتها من سوريا، في حين أكدت تقارير غربية -ومن بينها موقع “ديبكا” الاستخباراتي- في وقت سابق أن إيران لا تسحب قواتها بل على العكس تقوم بتعزيزها ولا سيما أنها أقامت قاعدةً عسكريةً كبيرةً في مدينة البوكمال بريف دير الزور ونشرت صواريخ أرض-أرض ذات المدى القصير والمتوسط وصواريخ مضادّةً للطيران.
ومن جانبها قالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: إنه تأكد بدء تنفيذ اتفاق بين شركة إيرانية يدعمها “الحرس الثوري” الإيراني و”المؤسسة العامة للاتصالات” لتشغيل مشغّل ثالث للهاتف الجوال في سوريا، مشيرةً إلى أن المفاوضات مستمرة لوضع اللمسات الأخيرة على شروط العقد، والحصص التي ستعود إلى رجال أعمال وشخصيات رسمية في دمشق وطهران.
وكانت حكومة النظام وافقت في 2010 على بدء إجراءات دخول مشغّل ثالث للخلوي، ليضاف إلى شركتي الاتصالات العاملة حالياً وهما “سيريتل” و”MTN” ويتوقع أن يكون العقد الذي كان مطروحاً للاستثمار، لـ20 سنة، وبضريبة تدفع لمرة واحدة عند توقيع العقد، وضرائب سنوية على نسبة الأرباح، بينما تحوز شركة الاتصالات السورية التي تحتكر الاتصالات الأرضية على 20% من الشركة العاملة كمشغّل ثالث للخلوي، بحسب ما أورده موقع “سيريا ريبورت”.
والشريك السوري المحلي للمشغل الإيراني، كما ظهر في الصفقة المؤجلة في العام 2016، هو رجل الأعمال السوري محمد حمشو الواجهة المالية لشقيق رأس النظام ماهر الأسد.
ويعكس هذان الحدثان صورةً عن مواصلة إيران تغلغلها في المناحي الاقتصادية والاجتماعية واندماجها في المؤسسات السياسية بعد استحواذها على قواعد ونفوذ في المجال العسكري، من خلال عقود واتفاقيات من أبرزها اتفاق التعاون الاقتصادي الذي وقّعه في دمشق في كانون الثاني الماضي رئيس حكومة النظام عماد خميس والنائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جيهان غيري، في خطوة وصفها النظام بأنها تاريخية وتظهر جديته في إعطاء الأولوية لإيران للاستثمار في البلاد، وتندرج في إطار مكافأة إيران على وقوفها إلى جانب النظام.
وتسعى إيران من خلال الاتفاقيات الاقتصادية مع النظام إلى الهيمنة على البلاد وربط إيران بالعراق وسوريا ولبنان.
راديو الكل ـ تقرير