الشمال السوري يدخل المساومات دولياً وإقليمياً من بوابة اللاجئين
محللون: التصريحات التركية حول اللاجئين هدفها الضغط من أجل تدخل المجتمع الدولي لوقف الحملة العسكرية
مع عدم إعلان روسيا والنظام توقّف الحملة العسكرية التي بدأت في شباط الماضي والهادفة للسيطرة على الشمال السوري واكتفاء روسيا بوقف لإطلاق النار وصفه النظام بأنه مؤقت.. طفت مسألة النازحين الذين هجّرتهم العمليات العسكرية وما تبعها من تدمير للمدن والقرى على الساحة السياسية إقليمياً ودولياً من خلال ربطها بقضية اللاجئين في ظل صمت المجتمع الدولي على تطورات الأوضاع في الشمال السوري.
ورغم مأساوية المشهد الذي تنقله الفضائيات ووسائل إعلام أخرى، فلا مواقف تعبّر عن إغاثة النازحين أو إيجاد حلّ لأوضاع ملايين السوريين في الشمال السوري، سوى تلك التي تأتي في إطار دعوات إقليمية ودولية للتعاون المشترك لمنع تدفق هؤلاء اللاجئين الجدد إلى القارة الأوربية من خلال تركيا التي تحذّر من تضاعف أعبائها إذا شهدت موجة نزوح جديدة كما يقول مسؤولوها.
وقال الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو: إن الغرب لا يتخوف من المقتلة التي يتعرّض لها السوريون وإنما من مسألة حدوث هجرة كبيرة للاجئين إلى أوروبا:
وقال سعدو: إن الجغرافيا السورية تدار من قبل الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل بالتوافق، والمسألة تتعلق بالمصالح وليس لها علاقة بالدم السوري الذي يراق يومياً أو بالتهجير الذي يحصل:
وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أعلن في وقت سابق أمس، أن الاعتقاد بأنّ تركيا ستحتضن موجة هجرة جديدة إذا بدأت، في جميع الأحوال، وعدم المبالاة إزاء هذه القضية.. إنما هو مقاربة مغلوطة تماماً، وإن حديث الرئيس رجب طيب أردوغان عن فتح أبواب تركيا أمام اللاجئين نحو أوروبا “ليس تهديداً أو مخادعةً وإنما حقيقة”.
ورأى أحمد مظهر سعدو، أن التصريحات التركية بخصوص اللاجئين هي رسالة ضغط لوقف الحملة العسكرية للمجتمع الدولي ومن بينه روسيا، مشيراً إلى أنّ من حقّ تركيا أن تقول: إنه ليس بمقدورها تحمّل المسؤولية وحدها، وأنّ الرئيس الروسي الذي لا يتلقّى أيّ ضغط غربي أيضاً لا يمكن السكوت عما يفعله:
كذلك عدّ الباحث السياسي محمود دياب، أن التصريحات التركية بخصوص اللاجئين هي رسالة ضغط من أجل إيجاد حلّ سياسي:
وبينما تصرّ تركيا على تطبيق اتفاق سوتشي الذي يتضمن وقف إطلاق النار، يقول الروس والنظام: إن الهدف النهائيّ للحملة العسكرية هو السيطرة على الشمال السوري، ما يعنيه ذلك من أوضاع كارثية قد تتسبب سياسة الأرض المحروقة التي ينفّذونها، وقد أدت إلى السيطرة على عدة مدن وبلدات في الآونة الأخيرة.
وتؤكد روسيا أن اتفاق سوتشي يواجه صعوبات ومشكلات، ما فسّر على أنه رسالة واضحة بأن التطورات على الأرض جعلت ليس اتفاق سوتشي فقط من الماضي وربما أيضاً مسار أستانة، إلا أن تركيا تأمل أن تتوصل قمة الضامنين في هذا المسار التي ستعقد في 16 من الشهر الحالي في أنقرة إلى اتفاق بخصوص الشمال السوري.
وقال محمود دياب: إن التوصل إلى اتفاقات أو تفاهمات حول وقف إطلاق النار في الشمال السوري منوط فقط بروسيا وتركيا:
ورأى محمود دياب، أن وقف إطلاق النار المعلن جاء بسبب إعطاء الوقت للمفاوضات بين روسيا وتركيا، متوقّعاً عودة العمليات العسكرية إذا فشلت تلك المفاوضات:
وفي ظل عدم وجود تطورات تشير إلى قرب حلّ مسألة الشمال السوري مع استمرار تعنّت روسيا والنظام.. تبقى حياة أكثر من ثلاثة ملايين مدني لجؤوا إليه من مختلف أنحاء المدن السورية خارج الحسابات الإقليمية والدولية، في ظل تركيز المجتمع الدولي على الأزمة التي من الممكن أن تؤدي إلى لجوء قسم منهم إلى أوروبا.
راديو الكل ـ تقرير