تركيا تؤكد أنها لن تسمح بالمماطلة في تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة
مصادر: الاتفاق سينفذ على مراحل تبدأ من 5 كم وتنتهي بـ 18 كم
جدّدت تركيا تأكيدها أنها لن تسمح بالمماطلة في تنفيذ اتفاق المنطقة الآمنة، وذلك بالتزامن مع تطور لافت وهو إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة تأييده إقامة هذه المنطقة، وسط أنباء عن بدء الوحدات الكردية الانسحاب من الحدود مع تركيا، التي تحدثت أنباء صحفية أنها تمثل المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا لن تسمح بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق الموقّع مع واشنطن حول إقامة منطقة آمنة شمال شرقيّ سوريا على غرار اتفاق منبج، مشدداً على أن بلاده في وضع يمكنها من فعل كل شيء في أي لحظة مع وجود قوات وناقلات الجند على الحدود، بحسب ما نقلته عنه قناة “سي.إن.إن ترك” خلال عودته من زيارته إلى موسكو.
ويأتي تصريح أردوغان بعيد لقاء قمة عقده مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي نقلت عنه قناة روسيا اليوم، أن إنشاء المنطقة الآمنة على الحدود الجنوبية لتركيا سيمثل ظرفاً إيجابياً من أجل ضمان الحفاظ على وحدة أراضي سوريا نفسها، وفي هذا المعنى نؤيد جميع الإجراءات الرامية إلى خفض التصعيد في هذه المنطقة.
وأعلنت أنقرة مراراً عزمها على طرد الوحدات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنّف على قائمة الإرهاب لدى تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من المنطقة الحدودية بينها وبين سوريا.
والسبت الماضي، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بدء عمل مركز العمليات المشتركة مع الولايات المتحدة “بطاقة كاملة”، وإطلاق تنفيذ خطوات المرحلة الأولى ميدانياً لإقامة “المنطقة الآمنة” شرق الفرات شماليّ سوريا.
وتتخوف تركيا من استمرار الجانب الأمريكي في المماطلة في تنفيذ الاتفاق رغم إقامة مركز العمليات المشتركة وأمامها تجربة اتفاق منبج، وكذلك في ضوء وجود تفسيرات من كلّ من واشنطن وأنقرة حول اتفاق المنطقة الآمنة الهادف بحسب تركيا إلى وقف التهديدات التي تشكّلها الوحدات الكردية، وإعادة لاجئين إلى تلك المنطقة.
وعدا عن عمق المنطقة الآمنة شرق الفرات، فإن الجانبين الأمريكيّ والتركي يختلفان على تفسير أهداف إقامتها وطبيعتها، ففي حين امتنع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية كوماندر شون روبرتسون عن توصيف الخطة بأنها ستنشئ منطقة حزام أمني، أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر تشيليك أن المنطقة الآمنة في سوريا ستكون ممراً للسلام وستسهم في وقف تدفق المهاجرين.
وبينما يؤكد الجانب التركي أن المنطقة الآمنة يجب أن تكون بعمق 32 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.. تحدثت وسائل إعلام أمريكية من بينها موقع المونيتور بأن المرحلة الأولى من اتفاق المنطقة الآمنة تتمثل بإنشاء منطقة بعمق 5 كم داخل الأراضي السورية مع تسيير دوريات مشتركة من الجانبين لمراقبة هذه المنطقة التي ستنسحب منها ميلشيات سوريا الديمقراطية، في حين تشمل المرحلة الثانية إضافة حزام أمنيّ بطول 9 كم إلى الجنوب من المنطقة الأساسية، مع إزالة جميع الأسلحة الثقيلة وبقاء الميلشيات من دون دخول الجيش التركي، في حين أن نهاية المرحلة الثالثة تضمن توسيع المنطقة الثانية، بهدف الوصول إلى عمق 18 كم داخل الأراضي السورية.
في غضون ذلك، قالت القيادة المركزية للولايات المتحدة: إن الوحدات الكردية بدت ملتزمةً بتطبيق بنود اتفاقية الآلية الآمنة، وإنها باشرت بردم الخنادق والتحصينات التي أقامتها على الحدود السورية مع تركيا، حيث أظهرت صور بثتها وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي آليات تجرف أراضي وبالقرب منها آليات عسكرية ترفع العلم الأمريكي.
وأعلنت ما تسمى بالإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا، أنها بدأت إزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من “وحدات حماية الشعب” الكردية والأسلحة الثقيلة، التزاماً منها بـ “التفاهمات”.
وبدأت الوحدات الكردية بإخلاء شريط على الحدود مع تركيا، بحسب ما أعلن مصطفى بالي الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل هذه الوحدات عمودها الفقري- لوكالة رويترز.
وقال بالي: إن عمق الشريط سيتراوح بين 5 و 14 كم، وفقاً لما تم الاتفاق عليه بين تركيا والولايات المتحدة وسيشمل مناطق ريفيةً أو مواقع عسكريةً وليس بلدات أو قرى.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على معظم أراضي شماليّ سوريا وشرقيها، وهي مناطق انتزعتها من تنظيم “داعش” بدعم من قوات التحالف الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة.
راديو الكل ـ تقرير