الطفل يباع بــ 13 ألف دولار .. من يقف وراء عمليات الخطف في الرقة؟
“بيتنا عزاء منذ 20 يوماً، خُطفت ابنتي ريم، عمرها 8 سنوات، قرب منزلنا وسط مدينة الرقة، كنت أرافقها دائماً، ما زالت صغيرة لا تستطيع أن تفعل شيئاً من دوني”.
بكلمات شاركتها الدموع تروي شهد لراديو الكل، عن حادثة خطف ابنتها ريم، مطلع آب الحالي، تقول: “خلال تحضير الطعام في المنزل قبل الظهر، دخل أطفال كانوا يلعبون مع ابنتي وأخبروني أن سيارة خطفتها، لم أعلم للحظة ماذا أفعل، توجهت إلى مكان لعبها حيث قال لي جارنا إنه شاهد السيارة والتقط صورة لها، لكن لم تكن عليها لوحة، بحثت عن ابنتي مشياً في شوراع الرقة كالمجنونة من دون نتيجة”.
وتضيف والدة الطفلة باكيةً: “قدمنا بلاغاً إلى الجهات الأمنية لكن من دون فائدة، لا أعرف ماذا حل بطفلتي لكني أجزم أن عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وراء الحادثة، ومن يملك الحواجز والسيارات والسلطة الأمنية سواهم في الرقة؟”.
أم وائل، خطفت ابنة أختها قبل نحو أسبوعين، تقول لراديو الكل: “خطفت ابنة أختي مريم عمرها 7 أعوام، وهي وحيدة أهلها، في وضح النهار في منتصف المدينة، خلال عودتها إلى المنزل، كانت تحضر لأمها أغراضاً من الدكان، خطفتها سيارة بيضاء بحسب الشهود، سحبها شاب يلبس طاقية، ونظارة شمسية”.
تضيف أم وائل: “لم يوقف أحد السيارة، لم يهتم أحد، السيارة لا تحمل لوحة، لها مواصفات محددة، بحثنا طويلاً بلا نتيجة، نبكي عليها يومياً، لا نعلم مصيرها، لمن سيعطونها؟ هل يبيعونها أعضاء بشرية؟ ماذا يفعلون بها؟”.
محاولات خطف فاشلة
مروان السلوم، من أهالي الرقة، يقول لراديو الكل: “شاهدت من نافذة منزلي شاباً يدخل البناء خلف ابنة جيراني، خلال عودتها من الدكان عمرها 6 سنوات، عمره يقدر بـ 18 عاماً، فجأة صرخت الفتاة وركض الشاب هارباً، كان اثنان آخران بانتظاره في أول الشارع في سيارة”.
ويضيف: “عممنا مواصفات السيارة، لكنها كانت مسروقة، لم نكن نفكر أن نعيش رعباً بسبب الخطف، نسمع بعمليات القتل والاغتيال والتفجيرات، لكن أن تصل إلى الخطف، فهذا يجب أن يتوقف”.
رهام عمرها 7 أعوام أيضاً آخر محاولات الخطف الفاشلة كانت في 25 آب الحالي، حاول مجهولون خطفها من حي الرميلة شرق مركز مدينة الرقة ولكن الأهالي أفشلوا العملية، من دون أن يتمكنوا من القبض على الخاطفين كونهم مسلحين، بحسب ما ذكر أحد ذويها.
رعب وغضب
أثارت عمليات الخطف، غضب أهالي المدينة ورعبهم، مع حديث عن تجارة أعضاء بشرية، 14 حالة خطف موثقة لدى الجهات الأمنية، حصيلة عمليات الخطف خلال آب الحالي فقط، واللافت أن عشرة من المختطفين هم أطفال، وأكثر من نصفهم إناث، والسؤال الملح الذي يردده أهالي الرقة: ما سبب استهداف الرقة بعمليات الخطف، من ضمن جميع مناطق قوات سوريا الديمقراطية، ومن يقف وراءها، ولماذا؟.
حسين أحد أهالي الرقة يقول لراديو الكل: “حواجز عالفاضي منتشرة بالبلد تمر سيارات فيها أطفال مخطوفين ما يوقفوهم ما يسألونهم وين رايحين ووين جايين يعني معقوله قوات سوريا الديمقراطيه ما يعرفون منو الخاطفين أم لهم يد بالموضوع”.
أبو خليل يوسف، قصاب في مدينة الرقة، يقول لراديو الكل: “أنا والله كنت بشكل يومي أبعث أبنائي على المدرسة، أو الملاهي، أو لعند أبناء عمهم بشكل يومي، دون خوف عليهم، ولكن بعد ما حدث صار والله ما عاد أمّن أبعثهم عالجيران، ما في أمان”.
ويضيف: “تخيل أرجع عالبيت ألاقي لا سمح الله بنتي أو ابني مخطوف يعني وين أروح بحالي يعني لا قوات سوريا الديمقراطية تجيب لياه ولا التحالف، ترا والله محدا لحدا، والله الرقه تقول عايشين بغابه، والله اللي جرى علينا بحياتو ما صار لا على دور نظام ولا على دور حر ولا على دور داعش”.
ما مصير الأطفال المخطوفين؟
مصدر أمني في الرقة، مطلع على التحقيقات، كشف لراديو الكل أن “الأطفال المختطفين من الرقة، غالباً ما يباعون في مدينة القامشلي، في منطقة تدعى الهلالية، إلى بعض عصابات المافيا التي تدير عمليات تجارة بأعضاء البشر والدعارة”.
ويضيف المصدر الذي رفض كشف هويته: “بعض الأطفال يباعون في دول مجاورة لعائلات ثرية، كتركيا والعراق، وفق عقد معين، ويبلغ سعر الطفل بين 13 ألف و 15 ألف دولار أمريكي، بحسب العمر والجنس، والسعر الأغلى للفتيات”.
كما تحدث المصدر، أن أحد الموقوفين بعمليات الخطف، قال: “إن بعض الأطفال يجري بيعهم لميلشيات عراقية بأسعار تصل إلى 30 ألف دولار”.
ورغم ذلك، قالت مصادر متطابقة وناشطون من مدينة الرقة، منهم موسى الخلف أحد أعضاء شبكة إعلاميون خارج الحدود، وآخرون فضلوا عدم كشف هويتهم، قالوا لراديو الكل: إن “مسؤولين كباراً في قوات سوريا الديمقراطية، هم وراء عمليات الخطف”.
ملاحظة: بعض الأسماء الوادرة في هذا التقرير مستعارة لحماية المصادر.
الرقة – راديو الكل
إعداد: نور الدين رمضان