تفسيرات أمريكية تركية مختلفة حول أهداف المنطقة الآمنة وطبيعتها
تفسيرات مختلفة ترد من كل من واشنطن وأنقرة حول اتفاق المنطقة الآمنة شرق الفرات، الذي توصل إليه الجانبان في الآونة الأخيرة، والهادف بحسب تركيا إلى وقف التهديدات التي تشكلها الوحدات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وإعادة لاجئين إلى تلك المنطقة، في حين سرت أنباء عن بدء الوحدات الكردية باشرت بردم الخنادق والتحصينات التي أقامتها على الحدود السورية مع تركيا كجزء من الاتفاق.
وعدا عن عمق المنطقة الآمنة شرق الفرات، فإن الجانبين الأمريكيّ والتركي يختلفان على تفسير أهداف إقامتها وطبيعتها، ففي حين امتنع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية كوماندر شون روبرتسون عن توصيف الخطة بأنها ستنشئ منطقة حزام أمني، أكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر تشيليك أن المنطقة الآمنة في سوريا ستكون ممراً للسلام وستسهم في وقف تدفق المهاجرين.
وقال روبرتسون: إن آلية المرحلة الأولى تهدف إلى استحداث منشآت أمنية على الحدود من أجل حماية المناطق الكردية ومدينة منبج التي ستكون في صلب مهامّ قيادة العمليات العسكرية المشتركة الأمريكية التركية التي ستقام في شانلي أورفا جنوبي تركيا، مشيراً إلى أن المحرّك الأساسيّ لهذه الخطة هو قناعة البنتاغون بشرعية مخاوف أنقرة الأمنية، حيال بعض المجموعات الكردية.
وأضاف أن المرحلة الأولى من الآليات الأمنية قد تشجّع مستقبلاً على معالجة أزمة اللاجئين السوريين في تركيا، مشيراً إلى أن هذا الأمر هو تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية في شكل يهدف إلى تأمين عودتهم إلى بلادهم.
واستبعد روبرتسون تنفيذ تركيا تهديدها بشن عملية عسكرية شرق الفرات، وقال: إن هناك قنوات اتصال مفتوحةً مع الأتراك حالياً، مشيراً إلى أهمية ما أسماه بالتفاهم المبدئي الذي جرى إبرامه مع أنقرة، والذي يمنع أيّ توغل تركي داخل سوريا.
وقال المسؤول الأمريكي: إن وزيري الدفاع الأمريكي مارك إسـبر ونظيره التركي خلوصي أكار أنجزا خطوات ملموسةً حتى الآن، وطلبا بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة “أمن الحدود الاستراتيجية” شمال شرقيّ سوريا، التي ستستمرّ مدةً وجيزةً تمهيداً لإطلاق مراحل عدّة مستقبلاً، ستشكل كلّها خريطة طريق لحماية الحدود التركية.
ومن جانبه قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر تشيليك: إن المنطقة الآمنة في سوريا ستكون ممراً للسلام وستسهم في وقف تدفق المهاجرين.
وشدد المسؤول التركي على ضرورة أن تكون المنطقة الآمنة تحت سيطرة تركيا، وألا يوجد فيها عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، وهو ما يثير خلافاً مع واشنطن التي تعدّ الوحدات الكردية حليفاً موثوقاً في الحرب على داعش.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن أنقرة وواشنطن اتفقا على تسيير دوريات مشتركة في المنطقة الآمنة قريباً، كمرحلة أولى، لعمل مركز العمليات المشتركة التركي الأمريكي الذي يجري تأسيسه في جنوبي تركيا.
في غضون ذلك، قالت القيادة المركزية للولايات المتحدة: إن الوحدات الكردية بدت ملتزمةً بتطبيق بنود اتفاقية الآلية الآمنة، وإنها باشرت بردم الخنادق والتحصينات التي أقامتها على الحدود السورية مع تركيا.
وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي آليات تجرف أراضي وبالقرب منها آليات عسكرية ترفع العلم الأمريكي.
وقالت القيادة المركزية: ’’إنه بعد 24 ساعةً من الاتصال الهاتفي بين القيادة العسكرية الأمريكية والتركية لمناقشة الأمن في شمال شرقي سوريا، دمّرت قوات سوريا الديمقراطية التحصينات العسكرية قبل يومين’’.
واتفق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الأمريكي مارك إسبر، هاتفياً، على إطلاق المرحلة الأولى من الخطة المتعلقة بإنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، اعتباراً من الأربعاء الماضي.
وعبّر أكار خلال المحادثة، عن آرائه وتوقعاته حول المنطقة الآمنة شرق الفرات، وأكد ضرورة إنشائها في إطار الأسس المحددة في الجدول الزمني من دون إضاعة الوقت.
راديو الكل ـ تقرير