اتصالات تركيّة روسيّة بشأن إدلب.. وأنباء عن ترسيم جديد للمنطقة
كشفت أنباء صحفية عن مفاوضات تجري على الصعيد العسكري بين تركيا وروسيا حول تطورات الوضع في إدلب تهدف إلى وضع ملامح جديدة لخريطة منطقة خفض التصعيد، تتمحور حول مطالب تركيّة بانسحاب قوات النظام والميلشيات الإيرانية من المناطق التي سيطرت عليها أخيراً مقابل استعدادها لمناقشة فتح طريق حلب – دمشق الدولي.
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الروسية، أن الاتصالات بين تركيا وروسيا بخصوص التطورات في إدلب متواصلة لكنها امتنعت عن إعطاء توضيحات إضافية، في حين تحدثت وسائل إعلام روسية عن أن تركيا طلبت خلال المفاوضات مقابل استعدادها لمناقشة فتح طريق دمشق – حلب الدولي وآليات السيطرة والمراقبة عليه.. طلبت انسحاب قوات النظام والميلشيات الإيرانية من المناطق التي تقدمت إليها في الآونة الأخيرة، باتجاه بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، والإبقاء على نقطة المراقبة التركية في مورك مع إقامة نقطتي مراقبة جديدتين في شماليّ خان شيخون وغربيّها.
ورأى الكاتب والصحفي زياد الريس، أن روسيا تراوغ بشكل مستمر في اتفاقاتها مع تركيا ولا سيما في إطار تصعيدها في الشمال وتهجير الأهالي ودفعهم للحدود باتجاه تركيا، متوقعاً المزيد من التصعيد في المدة المقبلة:
وقال الريس: إن روسيا تريد إقصاء الفصائل المعتدلة لأنها البديل الشرعي للنظام، بينما تتجنب الصّدام مع فصائل تصنّف متشددة، وكذلك تريد فتح الطريق الدولي، في حين تريد تركيا إدارةً مشتركةً على الطريق الدولي بعيداً عن سيطرة النظام وميلشيات إيران:
وقالت مصادر المعارضة: إنّ تركيا تصر خلال المفاوضات التي تجري حالياً مع الجانب الروسي على فتح طريق إمداد إلى النقطة التركية في مورك من جهة الطريق الدولي بين حلب ـ دمشق “إم 5” الذي يمر من خان شيخون وتل النمر، بحسب ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط.
ورأى زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، أن ما يجري هو سيناريو منتظر ويتعلق بمستقبل مناطق خفض التصعيد التي أقرّت في أستانة، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي مصرّ على إدارة ظهره للسوريين:
وقال زهير سالم: إن أمر سيطرة النظام والروس على منطقة خفض التصعيد الرابعة سيكون محسوماً ما لم يحدث تغيّر استراتيجي في المواقف الدولية والإقليمية:
وتحدثت مصادر روسية، أن موسكو تعمل في هذه المدة على تسريع وتيرة تنفيذ اتفاق سوتشي، بعدما ظهر أنّ أنقرة ليست قادرةً وحدها على تنفيذ الاتفاق، مشيرةً إلى أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف قبل يومين حول الوجود الروسي العسكري في إدلب.. هدفت إلى توجيه رسالة واضحة بأن موسكو باتت تشارك على الأرض في إقامة ترتيبات جديدة في المنطقة.
راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام