قصص الأطفال: أبو صابر
التقليد: هو اتباع الآخرين بالقول أو اللبس أو الأفعال، ويُسمى في بعض الأحيان بالتقليد الأعمى، وفي الوقت الحالي أصبح العديد من الأفراد يقلدون الآخرين من دون تفكير في الأقوال والأفعال، لذلك نرى العديد من التجارب التجارية أو الاجتماعية أو الثقافية تبوء بالفشل بسبب التقليد الأعمى الذي نعاني منه في مجتمعاتنا.
ولكن التقليد لا يكون لدى الكبار بل لدى الأطفال أيضاً؛ لذلك يجب أن ينتبه الأهل لتصرفات أطفالهم، فالطفل يتعلم من خلال الاقتداء بالآخرين واتخاذهم نماذج لهم وتقليدهم إن كان من باب الحب أو الغيرة.
من خلال قصتنا لليوم يمكن أن نساعد أطفالنا على فهم أنهم لايحتاجون إلى تقليد الآخرين ليكونوا سعداء وناجحين، وأن يشكروا النعمة البسيطة التي يملكونها، وأن يفهموا أن الثراء السريع لا يدوم، وأن المكافآت الثمينة لا تأتي إلا بالعمل الدؤوب والأمانة والصبر، وتعليمهم عدم الشعور بالغيرة من نجاحات السطحية والمادة والتطلع إلى النزاهة كطريق أفضل للسعادة.
أبو صابر
تغضب دنيازاد من شهريار لأنه لم يشتر لها الحذاء الجديد الذي يرتدي مثله كل الأطفال. تخبرها شهرزاد أنها ليست بحاجة إلى تقليد الآخرين لتكون محبوبة . ولتفسير ماقصدته تخبرها بقصة أبي صابر .
أبو صابر مزارع بسيط، لكن زوجته باهار تتوق إلى أن تكون جزءًا من نخبة المجتمع التي ترتاد حفلات العشاء الفاخرة. وتشعر باهار بالغية من جيرانها فتغضب من زوجها غير الطموح فهو راضٍ ببساطته وبعمل بجد حين تسمع البلدة بأمر كنز مدفون في مغارة في الجبال ، يتوجه جميع من فيها إلى هناك بهدف الثراء. يذهب الجميع ماعدا أبا صابر الذي يبقى في منزله يعدُّ محصوله.. وتغضب باهار يجد أهل البلدة الكنز. لكن الثلوج تمنعهم من العودة إلى البلدة قبل حلول الربيع. في ذلك الوقت تهلك محاصيلهم وتخرب بيوتهم، ماعدا أبا صابر . يحتاج أهل القرية إلى المؤن فيقايضون الكنز بمحاصيل أبي صابر، وحينها يصبح أغنى رجل في القرية، لكنه لايجد سعادته إلا بالأمور البسيطة. وتتعلم باهار أن النزاهة والعمل الدؤوب هما مفتاحا النجاح، وأن المُتع البسيطة هي التي تؤدي إلى السعادة .