دفن جثمان مرسي في مقبرة بالقاهرة بعد وفاته خلال جلسة محاكمة
راديو الكل
دُفن محمد مرسي، الرئيس المصريّ المعزول، فجر اليوم الثلاثاء، بأحد مقابر شرقيّ العاصمة القاهرة، بعد أقلّ من 24 ساعةً على وفاته، بحضور أسرته ومنع مؤيديه من الوصول إلى المكان، بحسب ما كشف محاميه، عبد المنعم عبد المقصود.
وأكد عبد المقصود، أنه وأفراد الأسرة، أتمّوا صلاتي فجر الثلاثاء والجنازة على جثمان مرسي بمسجد سجن ليمان طره (جنوبي القاهرة)، قبل أن تنتقل سيارة تحمل الجثمان برفقة زوجته ونجله إلى المقابر شرقيّ العاصمة.
وأشار إلى أن الأسرة جلست قرابة الـ ثلاث ساعات في مستشفى سجن ليمان طره، إذ كان يرقد جثمان مرسي، وحضرت مراسم الغسل والجنازة، من دون أن يسمح للصحفيين بالاقتراب من المكان.
وأعلنت وزارتا الدفاع والداخلية في مصر حالة الاستنفار القصوى بعد وفاة الرئيس السابق محمد مرسي داخل المحكمة الاثنين ودفنه فجر اليوم، بعد ساعات قليلة من إعلان وفاته إثر نوبة إغماء تعرّض لها أثناء حضوره جلسة محاكمته.
ودعت منظمة العفو الدولية، في بيان، السلطات المصرية إلى “إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف في ظروف وفاة مرسي وحيثيات احتجازه، بما في ذلك حبسه الانفرادي وعزله عن العالم الخارجي، وفي الرعاية الطبية التي كان يتلقّاها، ومحاسبة المسؤولين عن سوء معاملته”.
وأثارت وفاة مرسي ردود فعل دوليةً وعربية، إذ تصدّر وسم “محمد مرسي” على تويتر العالم.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان من أبرز داعمي مرسي، الرئيس السابق بـ “الشهيد”، ثم أكد في خطاب أنّ “التاريخ لن يرحم أبداً الطغاة الذين أوصلوه إلى الموت عبر وضعه في السجن والتهديد بإعدامه”.
كما أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن “بالغ الأسى” إثر وفاة مرسي. بينما نعت حركة حماس مرسي وقالت: “مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية”.
والرئيس الراحل محمد مرسي من مواليد 1951، عمل مدرساً في جامعات أمريكية ومصرية، وعمل مع الحكومة الأمريكية وشركة ناسا للفضاء الخارجي ؛ لخبرته في التعدين والفلزات.
ويعد الرئيس الراحل من أبرز من وقفوا إلى جانب الثورة السورية وكان نصيراً لثورات الربيع العربي؛ منها في عام 2013 إذ هاجم بحضور آلاف من المصريين نظام الأسد وقرر قطع العلاقات معه، بما في ذلك إغلاق السّفارة السورية في القاهرة وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق.
كما طالب مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وإخراج ميلشيا حزب الله اللبناني من سوريا.
وفي مقابل ذلك كلّه قدم تسهيلات كثيرةً للاجئين السوريين، إذ نعاه كثير منهم.
وبعد ستّ سنوات من المحاكمة توفي محمد مرسي بعدما ساءت حالته الصحية وسط اتهامات من منظمات حقوقية للسلطات المصرية بتعمد إهماله.
مرسي قال في آخر لحظات حياته: “حتى الآن لا أرى ما يجري في المحكمة، لا أرى المحامي ولا الإعلام ولا المحكمة، وحتى المحامي المنتدب من المحكمة لن يكون لديه معلومات للدفاع عني”.
ثم أنشد بيت الشعر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام