ملفات القضية السورية في الصحف العربية والأجنبية
للاستماع
قرار الحرب في إدلب هو بيد موسكو، الجهة الأقوى وصاحبة الكلمة العليا في الشأن السوري، والتي لا يزال يكتنف موقفها الغموض والضبابية كما يقول أكرم البني في الشرق الأوسط. وفي صحيفة فوييني أوبزرينه كتب إيليا بولونسكي مقالاً تحت عنوان “تركيا وروسيا: ما الذي يجري في إدلب؟”. ونشر موقع المونيتور تقريراً عن غياب الميلشيات الموالية لإيران عن معارك إدلب.
وفي الشرق الأوسط كتب أكرم البني تحت عنوان “المشهد السوري على وقع حرب جديدة”.. قرار الحرب في إدلب هو بيد موسكو، الجهة الأقوى وصاحبة الكلمة العليا في الشأن السوري، والتي لا يزال يكتنف موقفها الغموض والضبابية، وتعدّ إدلب آخر عقدة أو معضلة في طريق الحلّ السياسي الذي تحاول فرضه على السوريين، وبتذليلها تظهر أمام العالم بمظهر الطرف الذي نجح في إنهاء الحرب، والأقدر على إحلال السلام وتمرير الحلّ السياسي، ما يجعل الغرب أقلّ تصلّباً في التعاطي مع الوضع القائم، والتقدم خطوات جديةً نحو إعادة الإعمار… لكن، وفي المقابل، ثمة عقبات ومعوقات تقف في وجه خيار الحرب، لا يمكن أن تُغفل ويجب أخذها باهتمام كافٍ؛ منها: الموقف التركي وعدم قدرة النظام على مدّ سيطرته على ادلب، والموقف الدولي وانتشار الآلاف من مقاتلي «هيئة تحرير الشام» في غالبية مناطق إدلب، وهؤلاء لا مكان آخر لهم يمكنهم اللجوء إليه، ما يجعل هذه الحرب بالنسبة لهم حرب وجود.
وفي صحيفة فوييني أوبزرينه كتب إيليا بولونسكي تحت عنوان “تركيا وروسيا: ما الذي يجري في إدلب؟”.. إنّ إدلب أصبحت مكان مصالح النظام والمعارضة والأكراد، إضافة إلى تركيا وروسيا الدولتين اللتين تلعبان دوراً حاسماً في سوريا.
وقالت الصحيفة: إذا بقيت تركيا تدعم الذين يقاتلون في إدلب، فإن موسكو -مثلها كمثل واشنطن- ستبدأ بالتعاون مع الوحدات الكردية؛ ففي زمن ما ساعد الاتحاد السوفيتي بجدية الأكراد في تركيا إلا أنهم في مجتمع الخبراء يشككون في قدرة موسكو حالياً على الوقوف مع الأكراد السوريين. فروسيا تثمّن عالياً علاقاتها القائمة مع تركيا. ومع ذلك، فالأتراك أنفسهم عاجزون عن حل مشكلة إدلب.
وهكذا، فلا حلّ لنزاع إدلب بسيطرة قوات النظام بمساعدة محدودة من روسيا وإيران وهو ما يؤدي إلى الحفاظ على العلاقات الروسية التركية الجيدة، ذلك أن أسباب تدهورها ستنتفي، خلاف ما سيحصل حتماً إذا وقفت روسيا إلى جانب الأكراد.
على خلفية تدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة، تحتاج تركيا إلى روسيا لتخويف الغرب، على مبدأ، إذا لم تلعبوا وفق قواعدنا، فسنتوجه نحو موسكو. ولأشدّ ما يخشون في واشنطن ذلك، لأن فقدانهم تركيا سيؤدي إلى تغيير ميزان القوى في شرق البحر الأبيض المتوسط عموماً.
ونشر موقع المونيتور تقريراً قال فيه: إن غياب الميلشيات الموالية لإيران إلى جانب قوات النظام في معارك إدلب يثير عدداً من التكهنات الجديدة حول الخلافات بين روسيا وإيران.
وأضاف أن روسيا تقوم بتطوير متعدد الأوجه لقوات النّمر التي تشكل رأس حربة المعركة في إدلب وذلك للفرق الميدانية لمخابرات القوات الجوية وللفيلق الخامس وهو مجموعة من الميلشيات المختلفة.
ومع ذلك، لا تزال المخابرات الجوية تحت النفوذ الإيراني. ولذا، لا يمكن اعتبار هذه القوى نموذجاً للإصلاح على الأقل من وجهة النظر الروسية أو أنّ هذا سيكون أساساً للجيش السوري المستقبلي. في حين تقترح إيران سيناريو أكثر تماسكاً لإصلاح قوات النظام من موسكو؛ إذ تؤيد إيران إما تشكيل تشكيلات عسكرية جديدة أو توسيع فرق الجيش الحالية عن طريق استيعاب الجماعات غير النظامية.
وتقوم الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد بضم مجموعات شيعية فعّالة محلية وعراقية، وستصبح هذه المجموعات هي كتائب الفرقة، وسيحصل الجنود على وضع الأفراد العسكريين الرسميين، وتنافس الفرقة الرابعة المدرّعة الفيلق الخامس في تجنيده للمتشددين المسلحين الذين وافقوا على المصالحة، وترى إيران أيضاً أن توسيع نفوذها في الحرس الجمهوري السوري هو مسار مرغوب فيه للعمل.