الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية.. ومحللون يتوقعون تصعيداً في إدلب
راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام
توقعت الأمم المتحدة أن يصل ما بين المليون ومليوني لاجئ إلى تركيا إذا استمرّ القتال في شمال غربي سوريا أكثر، مع تصاعد الحملة العسكرية التي بدأتها قوات النظام قبل نحو شهرين بدعم من روسيا التي توعدت في أحدث تصريح ورد على لسان وزير خارجيتها بمواصلتها، تحت ذريعة القضاء على الإرهابيين، ما أدى إلى مقتل المئات ونزوح نحو 700 ألف من مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب نحو مناطق أكثر أمناً.
وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية بانوس مومسيس: “نخشى إذا استمر القتال، واحتدم الصراع، من ارتفاع عدد النازحين وتدفق مئات الآلاف أو مليون شخص أو حتى مليونين يتدفقون على الحدود مع تركيا”.
وقال المحلل السياسي حسن النيفي: “إن روسيا تمارس ضغوطاً لإضعاف الحاضنة الشعبية للمعارضة ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى مناطق المعارضة”:
ورأى المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أركان حرب عبد الهادي ساري الخزاعلة، أن روسيا والنظام في مأزق خاصةً في ريف حماة الشمالي حين تقدّم الثوار واستعادوا عدة قرًى وكبدوهم خسائر فادحةً بالأرواح والمعدّات، وأنّ التصعيد باستخدام أسلحة متقدمة يأتي بسبب هذه الأزمة:
وفشلت قوات النظام المدعومة بغطاء جويّ روسي من التقدم بشكل كبير في ريف حماة الشمالي والغربي وريف إدلب الجنوبي بعد شهرين من الحملة العسكرية التي تم فيها استهداف المدن والبلدات بآلاف الغارات والقذائف المدفعية والصاروخية.
وقال الخزاعلة: “إن زمام المبادرة الآن هي بيد فصائل المعارضة، وإن الروح المعنوية العالية واستخدام تكتيكات جديدة تسمح بهجمات ضد النظام وروسيا”، مشيراً إلى وجود خطّ أحمر أمريكي أمام السيطرة على إدلب:
وقال حسن النيفي: “إنه لا يوجد في الأفق مؤشرات على أن القتال في الشمال سيتوقف”، مشيراً إلى أن التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية هو مشروع مع غياب الإرادة الدولية عن التطورات:
وبينما تحدث مسؤولو النظام عن أن هدف الحملة العسكرية هو استعادة السيطرة على إدلب.. قالت روسيا: إن اتفاق سوتشي التركي الروسي، الموقّع في أيلول الماضي هو اتفاق مؤقت، ودعا وزير خارجيتها سيرغي لافروف في تصريح أمس تركيا إلى الفصل بأقرب وقت ممكن بين قوات المعارضة والإرهابيين تنفيذاً للإتفاق الذي تضمّن وقف إطلاق النار وإقامة منطقة منزوعة السلاح، وتوعد بردّ قاس وساحق على ما وصفها باعتداءات إرهابية من إدلب.
وقال الخزاعلة: إن المباحثات التي جرت بين روسيا وتركيا فشلت في التوصل إلى اتفاق بخصوص إدلب، مشيراً إلى استحالة تنفيذ تركيا مطلب روسيا بفصل المعارضة عن هيئة تحرير الشام:
وكان وزير الخارجية الروسي أعلن في مؤتمر صحفي رداً على سؤال حول دعم تركيا فصائل المعارضة بالسلاح، أنه لم ير أيّ تأكيد لمصدر هذه الأسلحة، فإدلب مملوءة بالأسلحة غربية الصنع.
وقال المحلل السياسي حسن النيفي: إن تصريحات لافروف تعكس اتهاماً غير مباشر للولايات المتحدة بأنها تقف وراء تزويد المعارضة بالسلاح كما يعرض استمرار الخلافات بين تركيا وروسيا:
وكثفت قوات النظام والطائرات الروسية من قصفهما الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة من محافظات إدلب وحماة وحلب، منذ انتهاء مفاوضات أستانة 12 أواخر نيسان الماضي، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، وخروج مرافق حيوية عن الخدمة، وحركة نزوح واسعة.