حارس الثورة ومنشدها.. حياً في ضمائر الأحرار
راديو الكل – خاص
تقرير: محمد العلي – قراءة: يمان أيوب
عشق الثورة منذ انطلاقها، أنشد لسلميتها، ودافع عنها بحنجرته وسلاحه، هو ابن كل سوريا الذي تحول إلى أبرز أيقونة فيها، اختزلت تطلع السوريين للحرية والكرامة، وبرحيله من ساحات الكفاح تخسر الثورة السورية أعذب أصواتها وأكثر مناضليها شهامة ونقاء.
كان عبد الباسط الساروت مدنياً ومتظاهراً ورياضياً كرس نفسه للدفاع عن المدنيين المستضعفين في وجه وحشية نظام الأسد وهمجيته .
الساروت بلبل الثورة أو حارسها كما يسميه السوريون، ولد في 1992 في حي البياضة بمدينة حمص، رياضي وحارس نادي الكرامة الحمصي ومنتخب سوريا للشباب، فقد والده وأشقاءه الأربعة في قصف واشتباكات مع النظام، بحسب شهادات نقلها لراديو الكل مقربون من الساروت.
من أوائل المشاركين في المظاهرات ضد النظام، ومنشد في المظاهرات والجلسات الثورية، وصاحب عدة أناشيد لها، من أبرزها “جنة جنة”.
بعد سنوات من الإصرار على السلمية، اضطر إلى حمل السلاح بعدما شاهد من جرائم بحق الشعب السوري. عاش حصاراً في أحياء حمص القديمة، وبعدها خرج باتفاق نحو ريف حمص الشمالي.
توجه إلى إدلب، وانضم إلى جيش العزة العامل في ريف حماة، وشارك في العديد من المظاهرات بإدلب مرة أخرى.
ورغم مرور الثورة السورية بأوقات عصيبة، واصل العمل فيها بصمت بعيداً عن الأضواء.
قاتل في معارك ضد النظام، كان آخرها معركة تحرير تل ملح والجبين شمالي حماة وأصيب خلالها بجراح بليغة، أدخل إلى المشافي التركية لاستكمال علاجه لكنه فارق الحياة.
خسرت الثورة بوداع الساروت أيقونةً بارزة، لم يعرف الذّلّ ولا الضعف ولا الهوان، لكنّ أناشيده وما قدّمه للثورة سيبقى خالداً في ذاكرة السوريين.
سيكمل رفاقك الدرب وستبقى حياً بضمير كل حر شريف… رحمك الله.