مصادر أمريكية تقول إن محاولة اقتحام ادلب لن تكون نزهة ومصير الحملة يتوقف على المفاوضات التركية الروسية
واشنطن ـ راديو الكل
أعربت مصادر أمريكية في واشنطن عن اعتقادها بأن مصير الحملة العسكرية التي تشنها روسيا والنظام في إدلب يتوقف على المفاوضات الروسية – التركية، مشيرة إلى أن هذه الحملة لن تكون نزهة بسبب أعداد مقاتلي المعارضة والتسليح الذي يتلقونه من تركيا.
ونقلت صحيفة الرأي الكويتية عن مصادر أمريكية .. قولها: إن محاولة روسيا والنظام اقتحام إدلب لن تكون نزهة ولا سيما أن العملية العسكرية تجري من دون مشاركة إيران والميلشيات التابعة لها، وهو ما يقلّص عدد القوات المتوافرة للروس والنظام في محاولتهم إلحاق الهزيمة بالمعارضة، مشيرة إلى أن روسيا هي رأس الحربة في الحملة العسكرية وأنه لا كلمة للنظام فيها.
وأضافت المصادر الأمريكية، أن روسيا تدير العملية من قاعدة حميميم الجوية، وأنها تعتمد على «الفيلق الخامس» الموالي لها في العمليات الأرضية. لكن الفيلق المذكور تعرض لخسائر في المعركة التي أدت لسيطرة روسيا على بلدتي حميرات وحردانة، في وقت تعاني روسيا والأسد من ندرة في أعداد المقاتلين، خاصة بالنظر الى أن المحاور القريبة التي تسيطر عليها القوات الموالية لإيران لم تنخرط في القتال، ولا يبدو أنها تنوي ذلك.
ويعلل المسؤولون الأمريكيون امتناع الميلشيات الإيرانية عن الدخول في المعركة بـ «حسابات إيرانية» مع تركيا تختلف عن الحسابات الروسية، وأن أردوغان نجح، إلى حد ما، في فصل الروس عن الإيرانيين في موضوع إدلب.
ويشير المسؤولون الأمريكيون، إلى أن أعداد مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب كبيرة، وأن تسليحهم أكثر من العادة، وأن المستشارين العسكريين الأتراك ينتشرون بينهم ويسهمون في إدارة عملية تصديهم للروس.
وترى المصادر، أن الرئيس فلاديمير بوتين يسعى لإخراج تركيا من حلف شمال الأطلسي، وهو لذلك وضعها أمام خيار: إما أن تشتري منظومة الدفاع الجوي الصاروخية «إس 400»، وهو ما يؤدي إلى طرد التحالف لأنقرة من التحالف، أو أن تختار تركيا البقاء في الناتو، تحت طائلة خسارة عسكرية لفصائل المعارضة المسلحة المتحالفة معها في إدلب.
بدوره، يسعى منذ فترة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إقناع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بضرورة تدخل يمنع سيطرة روسيا على إدلب. وفي إطار المحادثات التي تهدف إلى إقناع تركيا بضرورة تخليها عن صفقة «إس 400»، وبقائها في الحلف الأطلسي، وصل أنقرة وفد أمريكي رفيع المستوى. ومن المتوقع أن يكون مصير إدلب في قلب المحادثات.
وأضافت المصادر الأمريكية، أنه لكل هذه الأسباب، لا يرى المسؤولون أن انتزاع روسيا لإدلب من أيدي تركيا سيكون نزهة، وأن بوتين ربما يسعى إلى استخدام الحملة العسكرية لليّ الذراع التركية وإجبارها على شراء صواريخه، وتالياً الخروج من الناتو. لكن الرئيس الروسي ربما يدرك صعوبة السيطرة على المحافظة بالكامل.
وكانت رويترز نقلت عن دبلوماسيين غربيين، أن تركيا بدأت بتسليح فصائل المعارضة الموالية لها بصواريخ تاو المضادة للدروع، وهي خطوة تتطلب حكماً موافقة واشنطن، وهو ما يشير إلى لين أمريكي وتعاون في محاولة لإبقاء السيطرة التركية على المحافظة الشمالية. وفي سياق تدخل أمريكي أوسع، أدان ترامب، في تغريدة، الهجوم الروسي على إدلب، من دون أن يعلن أي خطوات، وهو ما دفع صحيفة واشنطن بوست إلى التعليق، في افتتاحيتها، أن التغريدات لا تكفي لوقف الدماء في إدلب، وأن على واشنطن القيام بدور أكبر.