قصص الأطفال : مدينة شنزان الممنوعة
يستند البعض في حياته إلى رؤية العالم والواقع من خلال استخدام الآخرين مرآة لرؤية ما حوله وما يجري من أحداث وأقوال من دون النظر بأعيننا والتفكير بالأمر بشكل عميق لرؤيته من نظرة مختلفة وما أبعاده، مما يسبب وقوعنا في الخطأ باتخاذ قرارات وإطلاق أحكام مسبقة على الآخرين من غير التأكد والتفكير بالخبر.
فالعديد من المعلومات والأخبار التي نسمعها ونتناقلها بشكل يومي من غير وعي ولا تفكير بها وبصحتها، يؤثر في بعض الأحيان بشكل سلبي ويخلق نوعاً من البلبلة والمشكلات بين الأفراد والمجتمع.
قصتنا لليوم تساعد في تشجيع أطفالنا على فهم أن التحيز غالباً ما يستند إلى معتقدات غير منطقية وقديمة، وأن التجربة غالباً ما تكون طريقة جيدة لتجنب الأحكام المسبقة وسوء فهم الأمور .
ولا يجب تصديق كل ما نسمع حتى نختبره بأنفسنا. ويجب أن نشجعهم على الاعتراض إذا سمعوا إهانات أو أموراً غير صحيحة عن الآخرين، وعليهم تقدير اختلاف الثقافات الأخرى ومساعدتهم على إدراك أن الجميع يستحقون الاحترام ويتمتعون بالكثير من الصفات الجيدة والمشتركة .
مدينة شنزان الممنوعة..
يخبر السفير قدير شهريار أن الأمير لطفي سمع من الملك فواز أن الملك سياماك قال عن شهريار إنه عصبي. لم يصدق شهريار أنه يمكن لأحدهم أن يقول ذلك عنه، فغضب وهدد بالحرب. عندها فسرت له شهرزاد أن سماع الشائعات يمكن أن يؤدي إلى سوء الفهم، وأخبرته القصة التالية :
يغامر ولد فضولي اسمه أنمنغ ويسقط خلف جدار مدينة شنزان الممنوعة، فيخاف عليه أهل قريته من سكان شنزان، إذ سمعوا أنهم أناس بربريون وبدائيون. يصادق أنمنغ أهل شنزان، ويكتشف أنهم ليسوا بربرين إطلاقاً ،وأنهم يشبهون أهل قريته تماماً. يوشك الطرفان على شن حرب حين يصل أهل قرية أنمنغ لإنقاذه, لكنه يوقفهم مبيناً للطرفين أن رؤيتهما لبعضهما بعضاً مبنية على سوء تفاهم فكلاهما ليسا بربريين ولا بدائيين. وفي النهاية يتصادق أهل القريتين، ويتعلم الجميع أن يعيشوا معاً بسلام .