عندما أمطر النظام دوما بالغازات السامة قبل سنة
راديو الكل – خاص
بتاريخ السابع من نيسان لعام 2018 أضاف النظام وميلشياته جريمة بشعة أخرى إلى سجلهم الإجرامي بحق الشعب السوري المنتفض منذ آذار 2011، راح ضحيتها عشرات المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية لدمشق.
سقط في ذلك اليوم وحده 142 مدنياً وأصيب أكثر من 1000 آخرين من جراء قصف المدينة بصواريخ تحوي غاز السارين والكلور السامين.
ويقول أبو زياد الدوماني أحد الشهود على قصف دوما بالكيميائي، لراديو الكل: إن صاروخاً سقط عند مدخل النقطة الطبية المبنية تحت الأرض (الوحيدة العاملة في المدينة)، ويضيف: “ما هي إلا لحظات وأغمي على أمي وبناتي اللواتي احتمين بالنقطة بسبب كثافة القصف على المدينة… فعرفنا أنها غازات سامة”.
ويتابع أبو زياد، أن الرائحة الغريبة التي ملأت المكان دفعتنا لمحاولة تغيير هواء النقطة الطبية، لكننا لم نستطع بسبب سقوط صواريخ أخرى محملة بالسارين على أحياء المساكن والشمس والقصارنة المجاورة للنقطة الطبية، مشبهاً ذلك بـ “يوم القيامة”.
أما أبو شاكر (شاهد آخر)، فيقول لراديو الكل: “بدأت تتسرب رائحة شبيهة بالكلور إلى النفق الذي نحتمي فيه أنا وجيراني، فتوجهنا إلى النقطة الطبية القريبة لإسعاف المصابين، وجدنا النقطة ممتلئة بالناس (بعضهم مفارق الحياة والبعض الآخر محمر العينين والزبد يملأ أفواهه”.
ويوافق أبو عزو الذي شهد الحادثة وإسعاف المصابين ما تحدث به أبو شاكر، ويضيف لراديو الكل: “عند وصولي إلى جامع النعمان الذي قصف بالكيميائي رأيت الناس تفترش الأرض وتتنفس بصعوبة… بدأت بإسعاف الكثير منهم إلى النقطة الطبية، لأجد فيها العشرات من النساء والأطفال مرميين على الأرض، الكثير منهم توفي بسبب الغازات”، ويتابع: “مشهد لن أنساه”.
أما أبو عمر برخش، فيقول: إنه فقد الكثير من أهله وأقاربه بسبب استنشاق الغاز الكيميائي في ذلك اليوم.
وغاز السارين: هو غاز أعصاب يعمل على زيادة الإفرازات من القصبة الهوائية، وزبد على الفم وسيلان من الأنف والعيون وغشاوة في البصر، ويؤدي إلى صغر في حدقة العين وألم فيها، ويبطئ ضربات القلب، ويسبب التعرق والتقيؤ والإسهال وارتجافات وتشنجات وتقلصات عضلية واختلاجات.
ومن الممكن أن تظهر هذه الأعراض كلها أو بعض منها في دقائق أو ساعات بحسب كمية تعرض الإنسان للغاز والمدة والطريقة.
ويشكو الضحايا الذين يصابون به أولاً من صداع شديد واتساع بؤبؤ العين، ثم تشنجات عصبية وتوقف التنفس ثم غيبوبة تسبق الموت.
وتصنف الأمم المتحدة في قرارها 687 الصادر عام 1991 غاز السارين من بين أسلحة الدمار الشامل، ويحظر القرار على الدول الموقعة إنتاج هذا الغاز أو استخدامه.
وفي عام 1993، تبنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة.
واستخدم النظام الغازات السامة عدة مرات ضد المدنيين في سوريا منذ بدء الثورة، ففي 21 آب 2013 نفذ النظام هجوماً كيميائياً على الغوطة الشرقية لدمشق راح ضحيته نحو 1500 مدني من بينهم مئات الأطفال، وفي الرابع من نيسان 2017 قصف مدينة خان شيخون جنوبي إدلب بغاز السارين ما سبَّب مقتل أكثر من 100 مدني.
وبالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:
أبو زياد الدوماني – شاهد عيان على مجزرة دوما بالأسلحة الكيميائية:
أبو عزو – شاهد عيان على مجزرة دوما بالأسلحة الكيميائية:
أبو عمر – شاهد عيان على مجزرة دوما بالأسلحة الكيميائية:
أبو شاكر – شاهد عيان على مجزرة دوما بالأسلحة الكيميائية: