عامان على هجوم خان شيخون الكيميائي والمدينة لا تزال في دائرة الاستهداف
راديو الكل ـ تقرير
خان شيخون التي وضعت في دائرة الاستهداف من النظام وروسيا، منذ ارتكاب مجزرة الكيميائي فيها قبل عامين، لا تزال تتعرض لحملة شرسة رغم تهجير معظم سكانها وتدمير البنى التحتية فيها، على الرغم من وقوعها ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي أقرت في الاتفاق الروسي التركي.
ويصعّد النظام قصفه على مدينة خان شيخون في ذكرى ارتكابه مجزرةً فيها قبل عامين، باستخدام السلاح الكيميائي، والتي راح ضحيتها ما لا يقلّ عن 100 شخص، من بينهم 25 طفلاً، وإصابة أكثر من 400، متسبّباً خلال الأيام القليلة الماضية بمقتل العشرات وإلحاق دمار كبير بالبنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة ولا سيما المدارس والأفران، وبنزوح معظم أهالي المدينة عنها إلى مناطق عدة من الشمال السوري المحرر.
تقع مدينة خان شيخون على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، وهي ضمن المنطقة منزوعة السلاح بموجب الاتفاق الروسي التركي، وتكتسي أهميةً عسكريةً لأنها نقطة وصل بين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، ما جعلها ضمن دائرة استهداف النظام بشكل متكرر، إلا أن العدوان الأكثر وحشيةً كان في ارتكابه مجزرةً مروّعةً بقصفها بغاز السارين يوم الرابع من نيسان قبل عامين.
وارتكب النظام مجزرة خان شيخون بعد إعلانه تسليم ترسانته من السلاح الكيميائي، وتم معاقبته بإطلاق الولايات المتحدة صواريخ كروز من طراز توماهوك على مطار الشعيرات بوسط سوريا.
ردّ الفعل الأمريكي جاء مستنداً على أدلة قدّمتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على استخدام غاز السارين في الهجوم على خان شيخون، في حين أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أنّ النظام لا يزال يحتفظ بأسلحة كيميائية رغم الاتفاق الذي رعته روسيا وسلّم بموجبه مخزونه من السلاح الكيميائي.
كما أكدت فرنسا، أن النظام استخدم غاز السارين السام في هجومه على خان شيخون بأوامر من بشار الأسد أو حاشيته المقرّبة، وذلك بحسب ما خلص إليه تقرير لأجهزة الاستخبارات الفرنسية.
شبكة سي إن إن نقلت عن المخابرات الأمريكية تأكيدها أنها رصدت اتصالات بين قوات الأسد وخبراء كيميائيين حول التحضيرات لشن الهجوم الكيميائي بغاز السارين على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
ورغم تأكيد مصادر دولية متعددة من بينها الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومحققون دوليون بأن النظام ما زال لديه سلاح كيميائي، فإن بشار الأسد ينفي أن يكون لديه أسلحة كيميائية ويقول: إنه سلّم المخزون من الأسلحة الكيميائية عام 2013.
وجمعت لجنة أممية تحقق في سوريا أدلةً تكفي لإدانة بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب، لكن من دون وجود مدّع ولا محكمة بحسب ما أفادت به إحدى أعضاء اللجنة في مقابلات صحفية بعد إعلانها استقالتها من اللجنة بسبب عجز المجتمع الدولي عن وضع حد للكارثة الإنسانية في سوريا.
ورغم تأكيد عدة مصادر دولية، أن النظام استخدم الكيميائي في الهجوم، على خان شيخون، ورغم الصور التي نشرت على وسائل الإعلام تظهر مصابين بالكيميائي من بينها صور الأطفال.. قال النظام: إن موضوع الهجوم على خان شيخون ملفّق، وإنه لم تصدر “أوامر بأي هجوم”. كما أنه شكّك في صور الفيديو، ووصفها بأنها “الجزء الأول من المسرحية” لتأتي بعدها على حدّ تعبيره “الحملة الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي” ثم بعدها “الحملة العسكرية”.
يبنى النظام على نكرانه مواقف لا يصدّقها سوى الإيرانيين والروس بأنه ورغم قلقه من إثبات التهمة عليه بالأدلة القاطعة، فإنه يتهم الدول الغربية باختلاق الذرائع للهجوم على مطار الشعيرات بعد أيام من مجزرة خان شيخون، ويقول: إنه لن يسمح إلا بتحقيق “مستقل”، ليضمن أنه لن يستغلّ لأغراض سياسية.
خان شيخون التي كانت من أوائل المدن السورية التي التحقت بالثورة لإسقاط النظام والمأهولة منذ العصر البيزنطي أصبحت الآن مدمّرةً وقد رحل معظم الأهالي عنها.
وبالحديث أكثر حول هذا الموضوع أجرى راديو الكل مقابلات مع:
الكاتب والمحلل السياسي وائل الخالدي.
والكاتب والمحلل السياسي مأمون السيد عيسى.