قصص الأطفال: الأمير شهاب
المهارات الحياتية والقرارات المصيرية في الحياة هي عوامل تغرسها العائلة في أطفالهم منذ الصغر، لتكون العائلة هي المساعد الأول في طريقة التصرف في المواقف من خلال التأني والحذر ودراسة الموقف لاتخاذ القرار الصائب.
والتراجع عن القرار أو الأمر الذي يريده الطفل ليس خطأ، والابتعاد عن المشكلات لا يعد حينها الطفل جباناً، فأتت هنا القصة مشيرة إلى أهمية فهم الأطفال أن التراجع عن موقف ما “مثل القتال” ليس جبناً بل هو ذكاء وشجاعة. وأشارت القصة إلى تشجيع الأطفال على فعل الصواب مهما كان رأي الآخرين.
ولما كان بعض الأطفال يلجؤون إلى العنف في بعض الأحيان، فقد كان للقصة دور في إلهام الأطفال وحثهم على البحث عن حلول إيجابية وغير عنيفة لحل النزاعات في المنزل والمدرسة.
الأمير شهاب:
عندما يخاف شاه زمان من القفز من فوق لوح الغطس، يسخر منه مازيار ويعده جباناً. تشرح شهرزاد أن هناك فرقاً كبيراً بين الجبن والتعقل، وأنه لا يجب الخلط بينهما، وتقص عليهما القصة الآتية:
للملك ريشاب ثلاثة أبناء، وسيكون أحدهم الملك في القريب العاجل. ويختبر ريشاب كلاً منهم ليرى قدرتهم على تحمل مسؤولية العرش.
يرسل ابنه الأكبر طارق في مهمة للتفاوض بشأن حقوق الصيد مع المملكة المجاورة، وبعد فشل المفاوضات يرفض الأخير التنازل أو إظهار الضعف، ويعلن الحرب. مروان الابن الأوسط، يضع بعد ذلك خطة ذكية لتعبئة الجنود والإحاطة بالعدو… ويبقى أمر الهجوم للأمير شهاب.
لكن شهاب يقرر عدم جر بلاده إلى أهوال الحرب بسبب مسألة تافهة مثل حقوق الصيد.
في البداية يشعر بالخجل من موقفه، ويعد ضعفاً ويشعر أخواه بالذعر منه، لكن والدهم يخبرهم بأن رغبة شهاب في عدم جر البلاد إلى حرب تؤدي إلى القتل والدمار بسبب أمر تافه كالصيد ليس جبناً أبداً، بل إنه قرار صائب لمنع الصراع وإنهاء القتال، وهو تصرف شجاع.