قصص الأطفال : الملعقة التي دمرت كل شيء
تنمية الصداقة وإعطاؤها المعنى الراقي عند الأطفال من أهم الأمور التي يكون على العائلة توضيحها وإظهار أين تكمن أهميتها، فقد حملت القصة أروع المعاني في تشجيع الأطفال على تقدير علاقاتهم مع الآخرين، وعلى إدراك أن الصداقة والعائلة أهم من الأشياء المادية.
وسلطت الضوء على أن الصداقة لها تلك القيمة الكبيرة التي تظهر مع الوقت ولا يمكن إحساسها مباشرة إلا من خلال المواقف التي يمر بها الإنسان.
كما أشارت القصة إلى أهمية مشاركة الآخرين، وإلى إدراك أن هناك العديد من الطرق المرنة والجيدة للمشاركة، وأن ذلك يمكن أن يحقق لهم السعادة الكبرى.
الملعقة التي دمرت كل شيء:
تتشاجر دنيازاد وشاه زمان على صدفة، إذ يعتقد كل منهما أنها له، ويختلفان في طريقة استعمالها. توقف شهرزاد جدالهما، وتفهمهما أن كليهما على خطأ. فالصدفة دبوس شعر يعود إليها، وتخبرهما شهرزاد القصة الآتية عن قبيلة انقلب فيها الناس على بعضهم بعضاً بسبب ملعقة.
في منطقة بعيدة من منغوليا القديمة، مستكشفان كانا يمران من هناك بالمصادفة ورميا ملعقة في العشب، فيجدها رجل يدعى باتار، ويدهشه الضوء الذي تعكسه، فيعود بها إلى منزله ويعرضها على أفراد قبيلته. تجتمع البلدة بأكملها، وتبتهج لرؤية الضوء يرقص في كل مكان.
وبينما يحملها صديقه سوخ، تغطي غيمة الشمس، فتختفي الأشعة التي تعكسها الملعقة. عندها، يعتقد باتار أن سوخ كسر الملعقة، فيغضب ويسترجعها منه. لكنه حين عاد إلى كوخه تقع الملعقة فتصدر صوت رنين. يندهش باتار، ويعرضها على القبيلة مجدداً، ويعزف الموسيقى بها.
يقوم سوخ عندها بنحت ملعقة من خشب، لكنه يرتبك حين يكتشف أنها لا تصدر أي صوت. يعرض أمر تبادل الملعقتين على باتار الذي يرفض ذلك ويتشاجر الصديقان ويتسببان في تقوس الملعقة التي يرميها باتار على الأرض، فتقفز وتسقط في فم النمر وتخنقه. وتعتقد القبيلة عندها أن الملعقة سحرية، ويتشاجرون للحصول عليها، فتتفكك الصداقات ويمزق الجشع المجموعة.
في نهاية القصة يدرك الجميع أن صداقاتهم أهم من الملعقة السحرية.