7 سنوات على الثورة.. والنظام خطط لعسكرتها
راديو الكل
بدأت الثورة السورية شعبية سلمية، لا تتبع لأجندات، متمثّلة في ذلك تجارب ما سبقها من ثورات الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا، لم تقتصر المظاهرات على محافظة درعا وبلداتها، بل شملت معظم المدن بأحيائها وأريافها، حيث رفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات تنادي بالحرية والكرامة.
أجهضت المظاهرات السلمية بعمر الستة أشهر، بسبب تعمّد النظام الذي عمل جاهدا على جر الثورة إلى التسليح ليكون له ذريعة بقصف الأحياء السكنية بالطائرات والغازات المحرمة دوليا، فاستجلب مرتزقته من جميع دول العالم ولاسيما إيران وروسيا وأفغانستان ليعلنها حربا على شعب أعزل ما له غير الله.
النظام هو أساس وسبب كل ما حل بالبلاد من خراب ودمار وهلاك للعباد، فهو ليس نظاما طائفيا ولم يكن هدفه يوما من أجل الدفاع عن طائفته وتعزيز مكانتها، إنه ليس إلا مافيا هدفها الأساسي فرض سيطرتها على البلاد ونهب خيراتها.
فكانت النقطة المفصلية في تحول الثورة من السلمية إلى العسكرة عندما تعمد النظام تدنيس المقدسات الدينية متمثلة بالجامع العمري في محافظة درعا، عبر فبركة أسلحة وضعها في المسجد الذي كان يعتبره المتظاهرون شعلة لانطلاق المظاهرات، وجرى ذلك في الأيام الأولى للثورة بعدما اعتصم فيه المتظاهرون، فقصفه بالدبابات والرشاشات، فضلا عن العنف الذي قابلهم به النظام بأدواته القمعية عبر إطلاق النار عليهم في الساحات والمدن، إضافة إلى عمليات الاعتقال والتعذيب في السجون.
النظام أخرج الجماعات المتطرفة من السجون ليزج بهم في ساحات المعارك ليشكلوا إمارات لهم، كي تبتعد ثورة الشعب عن منحاها الطبيعي وتسرق منهم ثورتهم. كما أخرج المجرمين المحكومين بالمؤبد ليقمع بهم ثورة الشعب، ضامنا لهم حياة الرفاهية خارج السجن كالسرقة والتعفيش.
هو الذي دفعهم إلى حمل السلاح، وأدى إلى الانشقاق من داخل الجيش لبعض العسكريين الذين رفضوا أن يطلقوا النار على أهلهم، بعد أن وضعهم وزجهم في مواجهة المدن الثائرة، ساهم في تسريع عملية التحوّل نحو العسكرة، هذا التطوّر أدى بدوره إلى قيام النظام بإدخال سلاحي الطيران والمدفعية والجيش في عملياته العسكرية. الأمر الذي نجم عنه إشاعة الخراب في كثير من أحياء المدن السورية، وتدمير ممتلكات السوريين في الأحياء الثائرة والخارجة عن سيطرته وتشريد سكانها، في محاولة منه لحرمان الثورة من البيئة الشعبية الحاضنة لها.
وبالحديث عن موضوع عسكرة الثورة أجرى راديو الكل مقابلات مع:
المحلل الاستراتيجي اللواء “محمود علي”.
والمحلل العسكري والاستراتيجي العقيد “أحمد حمادة”.