7 سنوات على الثورة.. والجيش الحر يجتاز تحديات النظام وداعش
راديو الكل
شكّل إقحام النظام للجيش في قمع المظاهرات بعد فشل أجهزة الأمن والشبيحة بداية لتشكيل الجيش الحر مع توالي الانشقاقات التي أضيفت إلى الكتائب الصغيرة التي تشكلت من خلال المجتمع الأهلي بهدف حماية المظاهرات والحفاظ على طابعها السلمي.
واستمرّ طابع الجيش الحر بوصفه امتدادا مسلّحا للمجتمع المحلي، غالبا على التشكيلات المقاتلة في البداية، مستندا إلى عقيدة قتالية تندرج أساسا في حماية الأهالي والأحياء، بينما جعل في وقت لاحق التديّن سندا روحيا من دون أن يتطوّر إلى أيديولوجيا ومشروع سياسيّ ناجز إلا في وقت متأخر.
تغير الطابع العامّ للجيش الحر بعيد إفراج النظام عن معتقلي صيدنايا خصوصا، حيث شكل هؤلاء عدة مجموعات ذات أيديولوجيا دينية واضحة. وتطورت بعض المجموعات هذه إلى أن أضحت بشكل وحجم فصائل كبيرة دخل بعضها في إطار الجيش الحر، في حين بدأت فصائل أخرى التنافس معه، وذلك بالتزامن مع تكثيف النظام ارتكابه المجازر ذات البعد الطائفي، ودخول الحرس الثوري الإيراني وميلشيات طائفية من العراق وأفغانستان ولبنان على خط الصراع.
ومع تنامي نفوذ الفصائل الإسلامية ظلّت العلاقة بينها وبين الجيش الحر تتسم بقدر كبير من عدم الارتياح، ولاسيما في المناطق التي تحظى فيها تلك الفصائل بنفوذ ملحوظ، كمناطق إدلب وحلب والرقة ودير الزور، لتظهر خلافات كبيرة بين الطرفين حول آلية إدارة مناطق المعارضة، وآلية تطبيق العدالة عبر المحاكم الشرعية أو عبر غيرها.
وتمكنت تلك الفصائل الإسلامية من إضعاف فصائل الحر، حتى صارت مجرد مجموعات صغيرة لا تقوى على حماية مقراتها. كما أدت تلك الإشكاليات إلى فتح الباب على مصراعيه ليتحول قتال الجيش الحر ضد النظام إلى قتال ضد النظام والفصائل الإسلامية، لينصبّ الأمر بمصلحة النظام الذي استغلّ تلك الخلافات ليتمكن من استعادة غالبية المناطق التي خسرها.
مرّ الجيش السوريّ الحر بعدّة مراحل تنظيمية، من أبرزها في تشرين الأول/نوفمبر 2011 عن طريق تشكيل مجلس عسكريّ مؤقت، وتعيين “رياض الأسعد” رئيسا له.
أعقب ذلك تشكيل قيادة مشتركة للجيش الحر في الداخل من أجل العمل بالتنسيق مع قيادة الخارج في آذار/ مارس 2012، وتضمنت قيادة المجالس العسكرية في كلّ من حمص وحماة وإدلب ودمشق ودير الزور.
وانتهت بتأسيس مجلس القيادة العسكرية العليا في كانون الأول/ ديسمبر 2012، واختيار مئتين وواحد وستين ممثلا من قادة المجالس العسكرية والثورية وقادة الألوية والكتائب.
توالت الأحداث، وتحول الجيش الحر من حالة دفاعية إلى هجومية، ليشنّ هجومات واسعة على نقاط وثكنات لقوات النظام، ويسيطر على نحو خمسة وسبعين في المئة من ثكنات ومطارات النظام العسكرية في سوريا، ليستعين النظام بعدها بحليفه الروسي والكثير من الميلشيات الإيرانية والعراقية والأجنبية.
ولعل أبرز التحديات التي واجهت الجيش السوريّ الحر هو ظهور تنظيم داعش غير البريء في وقت حقّق فيه الجيش الحر نجاحات كبرى ولاسيما بعد سيطرته بشكل كامل على محافظة الرقة، في حين استهدف داعش قيادات وأركان الجيش الحر وناشطي المجتمع المدني وقادة الحراك السلمي، بالإضافة إلى سعيه للسيطرة على المناطق التي حرّرها الجيش الحر.
وأيديولوجيا تنظيم داعش لا تختلف عن أيديولوجيا القاعدة، أو الحاضنة الأيديولوجية لها، فهنالك أصول مشتركة موحّدة تتمثّل بالعمل المسلّح بوصفه استراتيجية التغيير الكبرى (ما يعني رفض الديمقراطية والعمل السلمي أو الاكتفاء بالجانب الدّعوي والخيري، أو الاجتماعي).
تراجع داعش بسبب الحرب الدولية التي أعلنت عليه، وبسبب مقاومة الجيش الحر. لا يزال الجيش الحر موجودا في الساحة السورية وهو الآن يجمع صفوفه في تشكيلات من أبرزها جبهة تحرير سوريا والجيش الوطني.
ويمثل الجيش الحر خيارا للسوريين نظرا لما يمثله من سياسة اعتدال وتمثيله لجميع أطياف الشعب السوري بجميع شرائحه، وما يقدمه من خدْمات للمجتمع المدني، وقد كان مثالا يحتذى في نبذ التطرف واحترام حقوق الإنسان وتقديم الخدْمات للمجتمع المدني من أجل تنظيم سير الحياة في المناطق المحررة.
وبالحديث عن الجيش السوري الحر أجرى راديو الكل مقابلات مع:
العقيد “رياض الأسعد” مؤسس الجيش الحر.
والخبير العسكري والاستراتيجي العميد “علي علاو”.