فرنسا تبدأ تنفيذ مبادرتها بتشكيل مجموعة اتصال دولية حول سوريا
عواصم ـ راديو الكل
أعلنت السفيرة الفرنسية في موسكو سيلفي بيرمان أن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ستبحث في نيويورك مبادرة فرنسا بشأن تشكيل مجموعة اتصال دولية حول سوريا، من أجل دعم الانتقال إلى المرحلة السياسية لحل وتسوية النزاع في سوريا.
نقلت وكالة نوفوستي عن السفيرة الفرنسية قولها: “أن روسيا وفرنسا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا، ستجتمع الأسبوع المقبل في نيويورك، وسيتركز الحديث بشكل خاص على شكل مجموعة الاتصال”.
وأفادت مصادر رئاسية فرنسية، في وقت سابق، بأن اجتماعاً على المستوى الوزاري سيلتئم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل بدعوة من باريس وفي إطار مبادرتها الخاصة بإنشاء «مجموعة اتصال» لمواكبة الملف السوري و«الدفع نحو حل سياسي».
وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الأول سيضم وزراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بينما ترك الباب مفتوحاً لانضمام أطراف أخرى في مرحلة لاحقة.
وكشفت مصادر رئاسية في معرض تقديمها لمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الأولى في أعمال الجمعية العامة، أن الملف السوري سيكون الموضوع الرئيس في ثلاثة اجتماعات منفصلة سيعقدها ابتداء من يوم الاثنين مع الرؤساء الأمريكي دونالد ترامب، والتركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، والغرض من ذلك، وفق المصادر الفرنسية، «توفير دينامية سياسية» و«ترجمة» للمبادرة الفرنسية.
وأوضحت المصادر، أن باريس «ما زالت تدعم» الوساطة الأممية الممثلة بالمبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، التي تراوح حتى الآن مكانها.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اقترح مؤخراً إنشاء مجموعة اتصال دولية حول سوريا لدعم جهود الأمم المتحدة لعودة الاستقرار إلى سوريا في ما بعد الحرب وإعادة إعمارها، بحيث تشمل الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي والجهات الفاعلة الإقليمية.
وحددت الإدارة الفرنسية أولوياتها بشأن الملف السوري منذ انتخاب ماكرون رئيساً لفرنسا، وهي إرساء وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، وهزيمة تنظيم (داعش)، والتحاور مع جميع الأطراف السورية، بينما رفضت ربط التسوية السورية برحيل الأسد، مشيرة إلى أنها لم تعد ترى رحيله شرطاً مسبقاً لحل النزاع.
ويأتي هذا الإعلان من جانب فرنسا عقب اختتام الجولة السادسة من مفاوضات أستانة يومي الخميس 14 والجمعة 15 من أيلول الجاري، وفي وقت تجري فيه مساع دولية لعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف حول سوريا، من دون صدور أي موعد دقيق حتى الآن بشأن انعقادها.
وخلال الأسابيع الماضية، قام وزير الخارجية جان إيف لودريان الذي يرافق ماكرون إلى نيويورك بجولة واسعة على الدول المؤثرة في الملف السوري للترويج للمبادرة الفرنسية، وآخر زياراته كانت أمس لأنقرة حيث التقى الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره التركي جاووش أوغلو، ورئيس الحكومة بن علي يلدريم، وقبلها كان في موسكو للغرض نفسه.
وبحسب صحيفة «الشرق الأوسط» فإن «الغموض» الذي يحيط بالمبادرة الفرنسية سببه إشكالية تمثيل إيران في «مجموعة الاتصال»، وقالت الصحيفة: إن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت لديها «تحفظات» على انضمام إيران إلى «المجموعة»، بينما ترفض طهران «الفيتو» الأمريكي، وهي تحظى بدعم روسي، بينما لم تحسم باريس هوية الأطراف الإقليمية الأخرى التي يمكن ضمها.
ونشطت الدبلوماسية الفرنسية بالنسبة لملف القضية السورية خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولاسيما من خلال التشاور مع روسيا التي زارها قبل أيام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ومن المقرر أن يلتقي سيرغي لافروف في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجرى أول أمس اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون أكدا خلاله دعمهما لتقدم العملية السياسية في سوريا واستعدادهما لزيادة التنسيق الروسي الفرنسي بشأن سوريا بما فيه إطار محادثات جنيف بحسب بيان صادر عن الكرملين.
وأشار بيان الكرملين إلى أن ماكرون تقدم بمقترح إنشاء مجموعة اتصال حول سوريا بمشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والدول الأخرى التي بإمكانها التأثير في جهود التسوية.
وكانت الخطة أن تبقى «ضيقة»، لكن أربع دول أبدت اهتماماً بالدخول إليها، وثمة من يتحدث عن لبنان أيضاً بسبب الثقل الكبير لحضور مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، واقترحت باريس أن تلعب دور «الوسيط» مع إيران، وأن تتكفل بنقل مضمون المناقشين للجانب الإيراني، ويبدو أن المسألة لم تحسم حتى اليوم، ما يفسر البلبلة الفرنسية، بحسب الصحيفة.