تغير حياة الأطفال بحلب وتأثرهم بالحرب في سوريا
راديو الكل/ ريف حلب
تقرير: محمد السباعي – قراءة: نيفين الدالاتي
صخب المواجهات ثم المفاوضات تشكّل فكرة ألعاب ابتكرها الأطفال على عجل لتحلّ مكان ألعاب ميدانية تقليدية احترفتها الأجيال السابقة؛ كالغميضة والقفز والسباقات والرسم بالألوان.
معارك وهمية والتحام على خطوط التماس، بصمة الحرب السوداء تطبع سلوكيات البراعم وتخترق براءة الطفولة.
هذا التحول يثير قلق الأهالي، في مجتمع خليط معظمه نازحون من محافظات سورية مختلفة.
السيدة ماجدة الحمصية، أم لثلاثة أطفال دون سن العاشرة، تتحدث عن التغير في طبائع أطفالها بعد نزوح العائلة من حمص إلى مدينة الباب.
حيث كانت ألعاب الأطفال قبل عام 2011 عبارة عن ألعاب كرة القدم والرسم والأناشيد وبرامج الكرتون، ومنذ 2012 بدأ التحول الملحوظ في حياتهم وأصبحوا يستيقظون على أصوات الانفجارات والرصاص وانتشار عناصر الأمن في الطرقات، ومع ظهور الجيش السوري الحر، شكّل الصغار كتائب وفصائل تدخل في مواجهات مع مجموعات أخرى أسموها قوات النظام، في ألعاب قتالية وأسلحة بلاستيكية تحاكي مشاهداتهم على أرض الواقع.
وتقاسموا الأزقة في المدينة وأعلنوا منها المحرر والمحتل، وتبدأ معارك لتحرير الأزقة الأخرى من قوات النظام كما أسموها.
وأكدت ماجدة الحمصية أن الأطفال لم يعيشوا حياة الطفولة الجيدة وتربوا في أجواء الحرب والقتل والدماء والحصار مما أثر في عقولهم وأفكارهم.
تأثير الحرب في سلوك الأطفال يوجزه الطبيب زاهر القصاب لراديو الكل.
القصاب في الأساس طبيب باطني ثقف نفسه في الطب النفسي لمعالجة الصدمات النفسية لدى الأطفال الناجمة عن الحرب، وتابع حالات قرابة 150 طفلاً تأثروا بأجواء الحرب من ناحية الدراسة والتركيز.
وقال: إن ظروف الحرب والحصار والتشرد التي يمر بها الأطفال في سوريا، أثرت في عقولهم من ناحية التركيز والتفكير وصعوبة في الدراسة، ما أدى إلى ظهور أمراض نفسية وتصرفات عدوانية عند الصغار.
وينصح الدكتور زاهر الأهالي برعاية الأطفال والاهتمام بهم، وإلحاقهم بالمدارس حيث مكانهم الطبيعي.
الكاتبة والباحثة إيمان محمد المسؤولة في مؤسسة رعاية الطفولة والإرشادات النفسية المختصة في شؤون متابعة رعاية الأطفال، ترى أن ألعاب الصغار وعالمهم الخاص بات مرتبطاً بالصراع الدائر في سوريا، ما أثر في أنماط تفكيرهم، ما يشكل خطورة على حياتهم بعد أن انحصر فكرهم بألعاب العنف والقتل.