1200 عائلة نازحة في مخيم الشحار بريف القنيطرة تناشد بتأمين الخيم ووسائل التدفئة
نيفين الدالاتي/خاص راديو الكل
هناك وراء الشبك الحدودي مع الكيان الإسرائيلي بالقرب من الجولان، تنتشر مخيمات عشوائية عدة، من بينها مخيم “الشُحّار” الذي يحتضن مايقارب 1200 عائلة نازحة من بلدات جباتا الخشب وأوفانيا وطرنجة والحرية وعين البيضة ومدنية خان أرنبة، ممن هجرهم القصف والمعارك من مناطقهم التي أصبح معظمها خاوياً بعد تدميرها.
يفتقد المخيم إلى أبسط مقومات الحياة، فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا حتى طعام، باستثناء بعض الدعم المقدم من المنظمات الإغاثية، والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، فيما ترتفع أصوات النازحين مع اقتراب فصل البرد نحو الجهات المعنية وكل من يملك سبيلاً لمد يد العون وتقديم المساعدة، محذرين بأن حياتهم وأبناءهم ستكون في دائرة الخطر، في ظل نقص الخيام والبطانيات ووسائل التدفئة.
تلوث مياه الشرب داخل المخيم، تسبب بانتشار الأمراض والأوبئة، مثل القصور الكلوي والأمراض الجلدية، فيما تفتقر النقطة الطبية الوحيدة لأي طبيب، ما يضطر المرضى إلى قطع مسافات طويلة تصل لنحو 40 كيلو متر لتلقي العلاج في المشافي المجاورة، فيما يمتنع نحو 90 بالمئة من النازحين من الذهاب خوفاً من القصف، فضلاً عن أنه لم تدخل لقاحات الأطفال إلى المخيم منذ أربع سنوات، حسب ما أكد لراديو الكل رئيس المجلس المحلي في جباتا الخشب “محمد يوسف الشريحي”، والذي تحدث عن تقصير مجلس محافظة القنيطرة إزاء المخيم، مشدداً بأنها لم تقدم أي نوع من الدعم، سواء إغاثياً، أو طبياً، أو إعلامياً، متسائلاً عن أسباب تجاهل المحافظة للمخيم وقاطنيه.
المخيم الذي كان يؤمّن حماية إضافية لقاطنيه من أي قصف عشوائي من قبل النظام؛ كونه ضمن المنطقة منزوعة السلاح المحاذية للجولان المحتل؛ لم يسلم من استهدافه براجمات الصواريخ يوم الأربعاء الماضي، ما أدى إلى مقتل امرأة وطفلة، وسقوط عدد من الجرحى بينهم حالات حرجة، حسب ما قال “الشريحي”، والذي أشار في حديثه مع راديو الكل إلى نقل عدد من النازحين إلى أطراف المخيم، بعد تضرر خيامهم جراء القصف.
معاناة جديدة… و نزوح آخر إذاً، يشهده مخيم الشحار عقب استهدافه من قبل النظام، ما يستوجب تحركات فعلية وجدية من قبل المنظمات الإغاثية والجهات المعنية للتدخل الفوري في المخيم الواقع ضمن أحد أكثر المناطق برودة في سوريا.