ارتفاع عدد المصابين بالعشى الليلي في أحياء دير الزور المحاصرة
مي الحمصي – راديو الكل
ارتفعت أعداد المصابين بمرض العشى الليلي الناتج عن نقص الفيتامين A، في أحياء دير الزور المحاصرة من قبل تنظيم داعش. وأفاد الصحفي “سامر العاني” أن حالات الإصابة بالعشى الليلي موجودة مسبقاً إلا أن تفاقم الوضع الطبي والمعيشي في الأحياء المحاصرة أدى إلى ازدياد الحالات بمعدل الضعف منذ ظهورها قبل ستة أشهر، وبما أن النظام لم يدخل مواد أو مكملات غذائية حتى اليوم فالحالات القديمة لم تعالج ويُضاف لها الحالات حديثة الإصابة.
وأضاف “العاني” في لقائه مع راديو الكل، أنه لا إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بهذا المرض في أحياء دير الزور المحاصرة، ويتعذر ذلك في ظل سيطرة النظام، مشيراً إلى ان أغلب الحالات كُشفت عن طريق الصيادلة والأطباء الموجودين في المنطقة، الذين لفتوا أن نسبة الإصابة تركزت بين الشباب وكبار السن بالدرجة الأولى.
وعن جهودهم كإعلاميين في لفت النظر تجاه المعاناة والضغط على الأمم المتحدة لإسقاط المكملات الغذائية على المنطقة مع المساعدات، أوضح “العاني” أن الشحنات الغذائية التي تلقيها الأمم المتحدة لا تصل إلى المدنيين، حيث أنها تسرق من قبل قوات الأسد، وما يوزع على الأهالي لا يصل لـ 10 بالمئة من المواد.
وفي ظل الحصار المفروض على الاحياء المحاصرة، تفتقد السوق المحلية للعديد من أنواع الأغذية التي تحتوي على الفيتامين A، وفق “العاني” الذي نّوه إلى فقدان مادة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية مثل اللحوم والخضار، التي إن وجدت فستكون بأسعار باهظة تصل لنصف راتب الموظف، لذا لا خيارات للمرضى هناك، فعليهم إما الصبر أو الموت حسب وصف “العاني”.
وفي السياق، كشف “العاني” أن المبالغ التي تطلبها قوات الأسد لإخراج الشخص الواحد من الأحياء المحاصرة كبيرة جداً وتصل لـ 300 ألف ليرة سورية، وهو مايعجز عنه المحاصرون.
و”العشى الليلي” هو عدم القدرة على الرؤية بوضوح في الظلام أو عندما يكون الضوء خافت عموماً، ويعود سبب المرض إلى خلل يصيب خلايا شبكية العين المسؤولة عن الرؤية الليلية، وكون هذه الخلايا تتكون بشكل أساسي ومستمر من مادة بروتينية وفيتامين A، فإن نقص الأخير يسبب خللاً في التكوين وبالتالي إصابة الشخص بحالة العشى أو ما يعرف بالعمى الليلي.