الاكتئاب أكثر الأمراض النفسية شيوعا بين السوريين.. و”الأوسوم” تحذر: نسبة الأطفال العنيفين تصل لـ 22%

مي الحمصي –  راديو الكل

ارتفع عدد حالات الأمراض والأزمات النفسية بين السوريين، بعد مرور قرابة الستة سنوات على بدء الأحداث وتصاعد العنف في البلاد، فقدّر اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية “الاوسوم” في دراسة قام بها، ازدياد نسبة الاكتئاب بين الأطفال من الحدود الطبيعة التي تتراوح بين 3%-5% لـ 21%، كذلك ارتفعت نسبة الأطفال العنيفين فبلغت في سوريا 22% مقارنة مع 1%-3% وهي النسبة العالمية.

“ميس” طفلة تعيش في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، عانت من الهلع والخوف عند سماع صوت الطيران وتطورت الحالة لاضطراب نفسي، أخذ علاجها في مركز براعم الطفولة وقتا طويلة، لأنها لم تصدق أن هدير الطائرة سيرحل دون عودة وأن القصف سيتوقف، وفق المشرف على علاجها، أخصائي تأهيل السمع والنطق ورئس قسم الدعم النفسي في المركز “عثمان الأحمد” الذي أشار خلال لقاءه مع راديو الكل إلى إصابة العديد من الأشخاص وبمختلف الأعمار بحالات من الخوف والهلع والذي يتطور بدوره إلى اكتئاب أو اضطرابات نفسية مزمنة.

“عُصاب الحرب” واحد من اكثر الاضطرابات النفسية انتشارا بين المدنيين، وهو حساسية الأشخاص ضد الأصوات المفاجئة، حسب المتطوع في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة ( نادي حكاية الطفولة) “وائل خليل” والذي أضاف خلال لقاءه مع راديو الكل، أن الاكتئاب ينتشر بين الأشخاص الذين يفقدون عزيزا أو عضوا من جسدهم أو يشهدون دمار مدارسهم أو منازلهم.

من جهته، أفاد المدير الطبي في اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية “الاوسوم” الطبيب النفسي “وائل الراس” أن منظمة الصحة العالمية أرجعت في يوم الصحة النفسية العالمي الإعاقة في دول العالم الثالث إلى الاضطرابات النفسية خاصة الاكتئاب.

وأضاف “الراس” خلال لقاءه عبر راديو الكل أن هناك العديد من حالات الاكتئاب والقلق الكامنة أظهرتها الحرب الدائرة في البلاد، منوها إلى أن نسبة الاكتئاب والعنف بين الأطفال حسب دراسات “الأوسوم” تجاوزت الحدود الطبيعية بأضعاف، ما ينذر بخطر كبير يحيق بالمجتمع السوري إن لم يحصل تدخل طبي لعلاج الحالات.

وبيّن “الراس” أن التعامل مع الأطفال في المناطق المحاصرة له خصوصية تعتمد على تعزيز شعور الأمان لديه، موصيا الأهالي بالابتعاد عن الضرب والتوبيخ وعدم إظهار الضعف أمام أطفالهم.

وفيما يخص معايير التأثر بالظروف الراهنة في البلاد، أوضح “الراس” أن البشر يختلفون بآليات التأقلم، فعدم مقدرة الانسان على ذلك يؤدي مع الوقت إلى ظهور الاضطرابات النفسية والشخصية، والذي ينعكس بدوره على العلاقات الأسرية أو الأداء الاجتماعي أو الأكاديمي أو المهني، لافتا أن حالات الاكتئاب والقلق ونوبات الهلع هي الأكثر ظهور بين السوريين.

وفي جولة لراديو الكل داخل المناطق المحررة والمحاصرة في الداخل السوري التقى عددا من الأهالي تحدثوا عن التغيرات النفسية التي طرأت عليهم خلال هذه الفترة، فأرجع أحدهم افتقاد المناطق المحررة لمراكز العلاج النفسي أو العيادات النفسية، لنقص الكوادر الطبية المتخصصة في تلك البقعة الجغرافية، لافتا إلى ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية بين النساء والأطفال بالدرجة الأولى.

في حين اعتبر رجل آخر أن معظم المدنيين يعانون من الأمراض النفسية، والتي تتمثل بحالات من سرعة الغضب والخوف والهلع، اذ تحولت القبضة اللاسلكية (تستخدم في رصد طيران النظام وحلفاؤه في المراصد) لرفيقة الأهالي، حتى أن البعض يدخلها معه إلى الحمام، وهذا الخوف أضعف العلاقات الاجتماعية في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار حيث يضطر الأهالي إلى التزام منازلهم تجنبا من الموت في الشارع في حال حدوث القصف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى